سألت.. وسألت.. وسألت.. من نحن.. من نكون.. كيف نحيا.. كيف نموت. سألت.. وسألت.. وسألت.. كيف نحب.. كيف نومن.. كيف نفكر.. كيف نسعد. سألت.. وسألت.. وسألت.. وبقي السؤال.. يبحث عن جواب.. لسنين.. لدهر.. سألت.. وسألت.. وسألت.. لا جواب.. ضاع الصواب.. وفي التيه البعيد.. يستقر العتاب.. سألت.. وسألت.. وسألت.. ومات السؤال.. في حنجرتي.. وساد الصمت.. وتوقف الكلام.. صمت.. وصمت.. وصمت.. يلجم أفواهنا.. يخنق أنفاسنا.. يقتل إحساسنا.. يعكر صفونا.. صمت.. وصمت.. وصمت.. طوق صدورنا.. عطل كلامنا.. صادر لغتنا.. حرم نطقنا.. صمت.. وصمت.. وصمت.. وإذا ما سمح بالكلام.. لا تقل إلا نعم.. لا تقل بالمرة لا.. حتى ترتاح.. صمت.. وصمت.. وصمت.. على الظلم.. على الميز.. على الاحتقار.. على الخروقات.. صمت.. وصمت.. وصمت.. ليس حلا.. ليس علاجا.. إنه الانتحار.. إنه حقا الموت.. لنحطم الصمت.. لنتعلم كيف نقول لا.. لنثور على الظلم.. لنحارب الميز.. لنرفض الاحتقار.. لنتحدى القهر.. لنعيد للسؤال الحياة.. فمن القهر الجبار.. يولد الاحتقار.. ومن الاحتقار يولد اليأس.. ومن اليأس ينبعث الأمل والبأس.. ومن الأمل تتحرك الإرادات.. ومن الإرادة تشتعل الثورات.. ومن الثورة تتجدد الحياة..