سبق للشاعر العراقي ، معروف الرصافي ، أن " أثنى " على النائمين في بيت شعري يقول فيه : " ناموا و لا تستيقظوا ... ما فاز إلا النوم " . لم و لن يوجد وزراء في مشارق الأرض و مغاربها يعملون بهذه الوصية الثمينة إلا وزراء حكومتنا ، حكومة مولا نوبة ، كما كشفت عن ذلك الفيضانات التي اجتاحت منطقة الغرب . وزير الإسكان ، صاحب الطلعات الإعلامية البهية ، مكنته الفيضانات الأخيرة من تنفيذ مشروعه الطموح الرامي إلى القضاء على السكن العشوائي بجهة الغرب الشراردة بني أحسن . فقد سوت السيول الجارفة المنازل الطينية مع السطح ، دون تدخل القوات المساعدة و الأمن . و سيتم الإعلان ، لاحقا ، عن تفاصيل مشروع إعادة إسكان المستفيدين في سقف زمني غير قريب . و إذا كانت الطرق " المعبدة" لوزير التجهيز عجزت عن الصمود أمام السيول المائية ، التي تركت ندوبا عميقة لم تفلح كل الماكياجات الخفيفة في تجميل وجهها الأسود ؛ فإن خط السكة الحديدية الذي يخترق منطقة الغرب ، و خاصة الخط الجديد الذي يرتقب أن يربط سيدي يحي الغرب بمشرع بلقصيري ، قد تحول لأكبر شواية في العالم ( حسب تصنيف جديد ل "غينيس ") ، بعدما جرفت المياه الأتربة و الأساسات التي تسند قطبان السكك الحديدية و جعلتها معلقة في الهواء . و يندرج هذا العمل الإنساني لوزارة التجهيز ، حسب ما يستفاد ، في إطار التضامن مع المنكوبين ، ليتمكنوا من شواء أبقارهم وأغنامهم التي نفقت . وزيرة الصحة لم تحرك ساكنا أمام الهجوم المبكر لجيوش " الناموس / اشنيولة " على ساكنة الغرب. فقد لاحت تباشير هجوم عدواني و غير مسبوق ل " اشنيولة " على المنطقة في الصيف القادم . و ما يتخوف منه السكان هو مشاركة كثيبة " اشنيولة موديل 2010 مولات الموصطاج " ذات القدرة الحربية و الدهاء التكتيكي ؛ الذي اكتسبته في دورة تدريبية احتضنتها قنوات الصرف الصحي و المستنقعات في غفلة عن الوزارة المذكورة .الأمر الذي يستدعي ، حسب متتبع ، تدخل قوات الجيش لوقف هذا العدوان الجوي ل "اشنيولة ". وزير الإعلام ، الرفيق خالد الناصري القيادي في حزب المعقول ، اجتهدت قنواته الإعلامية على تغطية الفيضانات التي اجتاحت صديقتنا فرنسا و الآثار الاجتماعية للزلزال الذي ضرب إخواننا في هايتي . و رافق هذه التغطية تصريحات الاطمئنان للسادة الوزراء الكرام . و بذلك يكون الإعلام الرسمي قد " غطى " ، بدلالة هذا الفعل في التداول الشعبي ، على فيضانات منطقة الغرب . بعض الحاسدين وصفوا ذلك ب"التعتيم الإعلامي " المضروب على المنطقة . اللهم لا حسد . و في إطار الشراكة المبرمة بين المكتب الوطني للماء الصالح للشرب و مصلحة الفيضانات،قامت هذه الأخيرة بربط دواوير منطقة الغرب بالماء غير الصالح للشرب بالمجان و دون أداء الفواتير الملتهبة المترتبة عن استهلاكهم لهذه المادة الحيوية . السيد أحمد أخشيشن ، وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر ، وحده المستفيد من الفيضانات بتنفيذها لوعد سابق له ، عبر عنه في حوار صحفي مع يومية المساء ، باستعداده لهدم أسوار المؤسسات التعليمية ربما باستعمال التراكتورات الموجودة في المنطقة . السيول الغاضبة هاجمت المؤسسات التعليمية دون أن تمهل وزيرنا الوقت الكافي لصياغة و تعميم مذكرة في هذا الشأن . بل أن الفيضانات أصدرت " مرسوما " جديدا و معدلا للمرسوم الوزاري في شأن تحديد الأيام الدراسية و العطل ، عندما فرضت عطلة قسرية على المؤسسات التي اجتاحتها المياه ، أو بتحول العديد منها إلى ملاجئ لإيواء المنكوبين . و بذلك ساهمت الفيضانات في التقليص من نسبة الأمية في منطقة الغرب ، لأنها وفرت فرصة مناسبة ، و غير مسبوقة ، للسكان للولوج إلى المدرسة ؛ بعدما كان ذلك متعذرا عليهم في الماضي لانصرافهم إلى تطبيق وصية الزعيم الوطني : سيروا أنتوما خدموا فالفلاحة وأولادنا أيمشيو إقراو فابلاصتكم . غفر الله لزعيمنا الوطني . غرباوة ، وأنا منهم ، معروفون بقدريتهم ( الفيضان فيه الخير ،الله تيحاسبنا على ذنوبنا ،،،) ، لكن الفيضانات الأخيرة جاءت لتنبههم إلى أن وزراء حكومتنا نائمون في منطقة الغرب . فهل يبادر غرباوة لإيقاظ هؤلاء من سباتهم العميق ؟ [email protected] mailto:[email protected]