يبدو أن الشاعر الكبير معروف الرصافي كان محقا عندما قال في إحدى قصائده الشهيرة: ناموا ما فاز إلا النوَم. فبعد دراسات علمية مستفيضة، توصل العلماء إلى حقائق جديدة مذهلة عن فوائد النوم تدحض كل النظريات السابقة التي تربط النوم بالخمول والفتور والكسل. وحتى نقرب الصورة أكثر إلى الأذهان، نقدم جردا بالإيجابيات التي يكفلها النوم لجسم المرأة. النوم يساعدك على النحافة أظهرت أبحاث أجريت في جامعة فرجينيا أنه كلما تم تقليص ساعات النوم، ارتفعت المؤشرات المسؤولة عن ارتفاع وزن الجسم. كما أظهرت دراسة من جامعة بريستول الإنجليزية، أجريت حول نفس الموضوع، أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الأشخاص الذين ينامون لمدة خمس ساعات في الليل، تكون لديهم نسبة 15 في المائة أكثر مقارنة بغيرهم من مادة الكريلين، وهو الهرمون المسؤول عن التحفيز على الجوع، و15 في المائة أقل من هرمون الليبتين الذي يمنع إنتاجه، مقارنة بالذين ينامون لمدة ثماني ساعات. النوم يحفز ذاكرتك يلعب النوم دورا رئيسيا في تحفيز الدماغ على التذكر. وقد كشفت تجربة علمية أجريت في جامعة هارفارد أن بعض الدروس الصعبة التي تتطلب حركات أصابع معقدة مثل العزف على البيانو، يتم تذكرها أفضل بعد أخذ قسط وافر من النوم. كما أظهرت دراسة أخرى أن العمل خلال الليل يبطئ عمل الملكات الفكرية في نفس الليلة وخلال اليوم الموالي. النوم يقاوم السرطان النوم الجيد يعزز نظام المناعة. هذا ما أثبتته إحدى الدراسات الطبية التي أكدت أن الأشخاص الذين يعانون من نوم مضطرب يصابون بنقص في الخلايا المضادة للأمراض في الدم. علاوة على ذلك، تبين أنه أثناء النوم يتم إفراز هرمون الميلاتونين، وهو مضاد حيوي ضد أمراض السرطان. كما تبين أن الموظفات اللائي يعملن ليلا واللواتي يعانين من النوم المتقطع ترتفع لديهن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بحوالي 70 مرة أكثر من الأشخاص الذين ينامون بشكل جيد، كما تبين أيضا أن الإفرازات التي ينتجها الجسم لتسهيل وظيفة المعدة تنتج أثناء النوم، لذلك فإن عدم النوم الجيد يمكن أن يرفع من الإصابة بقرحة المعدة. النوم يحد من الشيخوخة أظهر عدة دراسات أجريت في أمريكا وبريطانيا مؤخرا أن النوم المنتظم يؤثر على الكاربوهيدرات ووظيفة الهرمونات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الاضطرابات المتعلقة بالسن. وقد أظهرت دراسة شاملة أن الأشخاص الذين ينامون لمدة 6 إلى 7 ساعات في الليلة يعيشون أطول من أولئك الأشخاص الذين ينامون أقل من 4 أو 5 ساعات. النوم يقي من الإحباط إن الإحباط وعدم تقدير النفس مشاعر سلبية ترتبط في الغالب بالمراهقين، ولكن حدة هذه المشاعر ترتبط بشكل كبير بالذين يعانون من نقص في النوم. وقد تبين أن الأطفال الصغار الذين لا ينامون بانتظام يكونون معرضين بمعدل مرتين لتعاطي الكحول والمخدرات أثناء مرحلة المراهقة مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بنوم جيد.