نعلن نحن أعضاء الاتحاد العالمي للمسيحيين المغاربة، أننا نتابع عن كتب وبقلق شديد سلسلة الاستداعاءات والاستنطاقات والاعتقالات والحجز الذي مورس في الأسابيع الأخيرة ويمارس من طرف الأجهزة الأمنية في المغرب ضد المغاربة المسيحيين، تزامنا مع الترحيلات القسرية التي حدثت في حق أجانب يعملون في منظمات خيرية في البلد. ونريد من خلال هذا البيان توضيح النقط التالية : · إن لنا كمغاربة مسيحيين، تاريخ مسيحي حافل، فبعضنا من الجيل الأول والبعض الآخر من الجيلين الثاني والثالث، أفرادا وعائلات، نشغل مناصب مختلفة سواء داخل المغرب أو خارجه، ونعيش حياتنا بشكل عادي في كل أمورنا اليومية، منسجمين ومنضبطين تجاه مجتمعنا المغربي، نخدم وطننا بكل ما لدينا من طاقة و إمكانات. · إن إيماننا بالمسيح، إيمان اختياري، لم يكن في يوم من الأيام إجباريا أو تحت أي ضغط أو إغراء سواء مادي أو اجتماعي، ولم يكن بسبب أي تدخل أجنبي، بل هو نابع من قناعات دينية محضة، عكس ما تدعيه وللأسف مرارا وتكرارا بعض وسائل الإعلام محاولة بكل الطرق والوسائل الطعن في إيماننا ومصداقيته. · إن هذه التعسفات والاضطهادات من السلطات المغربية تؤذينا كمسيحيين وتحرمنا حقوقنا الأساسية التي يكفلها لنا الدستور وتكفلها لنا كل المواثيق والحقوق الدولية المتعارف عليها، وتنفي ما تصرح به الحكومة على لسان وزير الاتصال من أن المغرب يكفل حرية التدين والاعتقاد، ونتساءل إن كان ذلك صحيحا فلماذا يضطهد المسيحيون المغاربة إذن؟ وبأي قانون يتم استنطاقهم واعتقالهم؟ · إن تصريحات مسئولي الكنائس الأجنبية الموجودة على التراب المغربي، لا تعكس رأي المغاربة المسيحيين لا من قريب ولا من بعيد، فالحريات المعطاة لهم كأجانب مقيمين بالمغرب، لم تعط للمسيحيين المغاربة على الإطلاق، إذ ليس لنا دور عبادة، وليس لنا كنائس ولا يسمح لنا بالاجتماع أو ممارسة شعائرنا، لا سرا ولا علانية، ولا يسمح لنا حتى بالدفاع عن معتقدنا حين نسأل عنه، بل محرومون حتى من الحصول على الكتاب المقدس باللغة العربية أو الأمازيغية في بلدنا العزيز، بحيث يتم احتجازه على أساس أنه من المطبوعات التبشيرية. · إن هذه المضايقات التي نتعرض لها كمغاربة مسيحيين هي اضطهاد ديني واضح، لا علاقة لها بأي موقف سياسي اتخذناه، فنحن كمغاربة مسيحيين نصلي من أجل ملكنا وشعبنا و وطننا من طنجة للكويرة، وندعو له دائما بالخير والتقدم والازدهار. وبناء على ما تقدم نطالب الحكومة المغربية بما يلي : · إيقاف كل أنواع المضايقات الأمنية الممنهجة من استنطاق واعتقال وحجز وتفتيش، والتي لا يقصد منها إلا إذلال المسيحيين والضغط عليهم لإرغامهم على التخلي عن معتقدهم. · أن تفتح الحكومة المغربية قنوات رسمية للحوار مع المغاربة المسيحيين، حتى يكون هناك نوع من الوضوح والشفافية والتفاهم، فنحن أولا وأخيرا نسعى للحفاظ على سلامة البلد وأمنه وأمانه. · الاعتراف الرسمي بالمسيحيين المغاربة وبحقهم في العبادة وممارسة طقوسهم وشعائرهم المسيحية بكل حرية دون مضايقات أو قيود. · السماح للمغاربة باعتناق أي دين أرادوه بما في ذلك المسيحية، دون أن يتعرضوا للمساءلة أو أية مضايقات أمنية، كما يضمن لهم ذلك الدستور المغربي. الاتحاد العالمي للمسيحيين المغاربة حرر يوم الإثنين 15 مارس 2010