الليلة سأكتب قصة حزينة ولا أريد أن يتذكر احد أن اليوم عيد ميلادي ، اشتريت شمعة واحدة وجلبت كيكة محشوة بالأناناس وبعض المكسرات التي تحبين ، قضيت وقتا في حلاقة ذقني وارتداء أحسن الملابس وانتقاء العطر الملائم ، انه عيد ميلادي الذي سيمر بلا بهجة ولا جلبة ، لن أشعل الشمعة ولن أذوق الكيكة، ساترك باقة الورد حتى تذبل تذكرين قولك بان ألف حفلة وحفلة بانتظارنا معا ثم قلت: دمت لي فرحا دائما لا ينتهي 1 وللسفر وخزات يعرفها قلبي ، وتعرف روحي وطأة الخوف عندما يشتد الظلام في الطريق الطويل خوف الوحوش وخوف المطر وخوف من فقد البوصلة وأنت لن تنعمي بهزيمتي النكراء، ولن يأخذ الدم مكان الحناء في ليلة يزفك فيها الأرق الى شبق القلق جفول العصافير لن يدعك أن تغمضي جفنيك على حلم جميل زجرت شجرة أرادت أن تتسلقني لترى ما خلف الوادي وتتوحد مع شهوة باتت تخاف من الظهور حتى أنا سأكتوي بنفس اللسع النائم على جنبيك منذ الليلة الأولى اعلم أن الصبح سيضل طريقه هذه المرة وساعي البريد لن يأتي بالرسائل التي ننتظرها أعود للدار بعد أن غاب أهلها واندرس رسم جدرانها أنكرها وتنكرني في غربة جديدة 2 وانتهت ليلة رأس السنة، كما انتهت ليلة عيد الميلاد ولم اسمع صخبا يذكر ، ذلك الذي يشبه الصخب المتناثر من النوافذ في المدن المشمسة. وجارتنا احتفلت وحيدة مع شمعة منتصبة، وصورة رجل عجوز يحمل على صدره نياشين الحروب. لم يكن هناك دخان يخرج من مداخن البيوت ، شوارع مقفرة إلا من رائحة الصمت وهدير الموت و سكون يشبه المقابر ، نعم كان هناك برد كالعادة ، وشوق وشبق وهمبرغر طازج 3 ملأت الحقائب بالهدايا، احتاج فقط الى جواز سفر وتذكرة لرحلة العودة والعودة ، العودة الى الوطن ثم العودة الى المنفى( الوطن الجديد). [email protected]