كيف ستعيش الأسر المغربية ليلة رأس السنة الميلادية غدا الخميس؟ قبل أن نبحث في الإجابة عن هذا السؤال لابد أن نطرح سؤالا حول كيف عاشت تلك الأسر ليلة رأس السنة الهجرية في الخميس الماضي؟ إن المقارنة بين اللحظتين كفيلة بالكشف عن الموجة التي ضبط عليها اللاقط القيمي ل رأس الأسرة المغربية. واخترنا الحديث عن الأسرة المغربية بدل المغاربة إمعانا في إبراز جانب من مسؤوليتها ودورها في معركة القيم. لقد شاءت الأقدار أن يتطابق الحدثان في يوم الميلاد، كما شاءت الأقدار أن يكون هذا اليوم هو يوم العيد الأسبوعي للمسلمين والذي هو يوم الجمعة. ليصبح السؤال هذه المرة: كيف عاشت الأسر المغربية ليلة رأس السنة الهجرية ليلة عيدها الأسبوعي؟ وكيف ستعيش هذه الأسر ليلة رأس السنة الميلادية ليلة عيدها الأسبوعي؟ من خلال هذه المقارنة ومن هذه الزاوية سنكتشف أمورا عدة. سنكتشف أن رأس السنة ليس حدثا كونيا محايدا يتعلق بانصرام سنة وحلول سنة جديدة مع اختلاف في التقويم المعتمد بين الشمسي والقمري. بل سنكتشف أن رأس السنة حمال للقيم ومن المفيد حينها أن ننظر إلى تلك القيم فهي بدورها ليست محايدة. سنكتشف أن وسائل الإعلام تجعلنا نعيش لحظة ميلاد السنة الميلادية وقد جهلنا تماما لحظة ميلاد السنة الهجرية. سنكتشف أن غالبيتنا يحرصون على ضبط إيقاع مشاعرهم مع غيرهم بحلول لحظة ميلاد السنة الميلادية ولا أحد أبه للحظة حلول ميلاد السنة الهجرية... وفي المجمل سنكتشف أن رأس السنة الميلادي يعيش في المجتمع مقابل رأس السنة الهجري الذي يعيش في ما يشبه العزلة... وسنكتشف حينها أن علينا مسؤوليات عظام في تصحيح الوضع، كما سنكتشف أن رأس الأسرة يحتاج إلى إعادة توجيه.