بعد أن استحوذ الخليجيون على نسبة مهمة من سوق العقار بالمغرب خلال العقد الأخير، و إعلان انسحابهم التدريجي من هذا السوق بعد الركود الذي عرفه نتيجة الأزمة الإقتصادية العالمية التي هزت العالم مؤخرا، بدؤوا في توجيه اهتماماتهم نحو مجال آخر، يعرف ازدهارا ملفتا للإنتباه خلال السنوات الخمس الأخيرة، يتعلق الأمر بمجالات الاتصالات. قبل شهور من الآن، كانت هناك اتفاقية شراكة بين شركة الاتصالات الكويتية زين و نظيرتها المغربية ونا، الفاعل الثالث في مجال الاتصالات بالمغرب، أثمرت تغييرا جذريا على خدمات هذا الأخير، همت بالأساس تغيير الاسم و الهوية البصرية لونا إلى إنوي، و عروض مغرية تهم ثمن المكالمات الهاتفية و من إلى إنوي، بتسعيرة منخفضة و جديدة على المستهلك المغربي، الذي لا زال يعاني من ارتفاع ثمن المكالمات الهاتفية. بداية الأسبوع الجاري، ستحمل جديد ولوج الخليجيين لسوق الاتصالات المغربي، حيث اقتنت شركة اتصالات الإمارات ما مجموعه 45 من أسهم شركة ميديتيل، الفاعل الثاني في مجال الاتصالات بالمغرب، حيث من المنتظر أن يتم تفويت حصة من رأسمال ميدتيل لمالكها عثمان بنجلون، إلى شركة اتصالات الإمارات، مقابل صفقة مالية حددتها مصادر على إطلاع تام بالملف، إلى 600 مليون أورو. هذا، و ينتظر المواطن المغربي البسيط أن يعود هذا الاستثمار الخليجي في مجال الاتصالات، بالنفع و أن تقود المنافسة بين الفاعلين الثلاث، إلى تخفيض ثمن المكالمات الهاتفية و أثمنة الهواتف النقالة و عروض الاشتراك في خدمات الهاتف الثابت و الأنترنيت، مع تحسين جودة هذه الأخير، من خلال الرفع من صبيبها.