على طريقة الأفلام البوليسية اعتقلت مصالح الأمن بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء الإيفواري جيرار بي غوا، هداف حسنية أكادير والبطولة المغربية لكرة القدم بتسعة أهداف، وهو يتأهب للسفر إلى الخارج وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن اللاعب قضى ليلة غير سعيدة بمقر ولاية الأمن، بل تطورت الأمور الى عرضه على وكيل الملك، متابعا بتهمة التزوير, مما عجل بتدخل السفارة الايفوارية في قضية هروب مفاجئة وتعود أحداث القضية إلى خلاف نشب بين الحسنية ولاعبها جيرار، بعدما توصل هذا الأخير بعرض من فريق نيوشاتل كسامكس السويسري، وهو العرض الذي رفضه ممثل جهة سوس معللا ذلك أن جيرار كان يسعى إلى الإنتقال إلى الفريق السويسري بطريقة غير قانونية، وازدادت الأمور تعقيدا عندما وضع فريق حسنية أكادير شكايتين لدى مصالح الأمن واحدة يتهم فيها لاعبه بعدم احترام بنود العقد المبرم بين الطرفين، والأخرى يتهمه فيها أيضا بالتزوير والسرقة، طاعنا في العقد المبرم بين نيوشاتل وجيرار, لتصدر سلطات الأمن أمرا بالمنع من مغادرة المغرب ووصل ملف القضية إلى محاكم الفيفا بعدما تشبثت جميع الأطراف بحقها في الإنصاف فالفريق المغربي صعد من موقفه للظفر بنصيبه المالي مؤكدا أن وكيل اللاعب أقدم على عملية قرصنة وخطف, واللاعب رفض العودة لصفوف فريقه مهما كلفه الأمر معتبرا – كما فعل غيره في السابق- أن حمل قميص الحسنية مجرد قنطرة عبور الى نعيم أوربا أما الفريق السويسري فطلب فورا تصريحا من الفيفا لكي يلعب له جيرار بل قدم اللاعب لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي بعد توقيع الأخير لعقد احترافي يمتد الى صيف 2014 مؤكدا على أحقيته في انتداب اللاعب الايفواري وأن الطرق التي سلكها لجلب اللاعب سليمة مائة بالمائة ... والى حين إصدار الحكم وجب على أضلاع القضية الثلاث وضع اليد على القلب وانتظار مستقبل الأيام الذي يلبس غالبا عباءة النسيان.وليست قضية جرار الوحيدة المعروضة أمام أجهزة الأمن فمسيرو الرجاء البيضاوي وضعوا شكاية ضد مجهول على خلفية ضياع عقد اللاعب يونس الحواصي والذي يتيح للرجاء الاستفادة من 50 في المائة من صفقة انتقاله إلى فريق الوكرة القطري وبعد اجتماع خاص عقده مكتب الفريق لتداول قضية ملف اللاعب الذي يبصم على موسم جيد رفقة فريقه القطري خلص الأعضاء المجتمعون إلى ضرورة نقل الملف الى الأجهزة الأمنية لتحديد هوية من يقف وراء اختفاء العقد مما أتاح للاعب تغيير وجهته الى قطر, وكان اختفاء عقد الحواصي أثار تساؤلات محيرة داخل الفريق الأخضر ليكتشف أحد أعضاء المكتب نسخة كانت مخبأة داخل جهاز حاسوب وبدا جليا أن مكتب الرجاء لا يريد تكرار قصة هروب بعض لاعبيه كسعيد فتاح ومحسن ياجور اللذين فضلا البقاء بالديار السويسرية حين كانا في تربص اعدادي رفقة الفريق الأخضر ليعود الأول ويطلب الصفح ويتم اقحامه داخل تشكيلة الرجاء فيما أقبر مشروع نجم هداف اسمه محسن ياجور وأخنى عليه الدهر على كرسي احتياط فريق بلجيكي ولم يعد يسمع عنه أحد. وكاد الوداد البيضاوي غريم الرجاء التقليدي أن يعرف نفس المصير حين فقد الاتصال بهدافه ليس موتيس الذي ظل هاتفه خارج التغطية منقطعة أخباره لأيام وكان الوداد سمح لهدافه بعطلة قصيرة بعد انتهاء الشطر الأول من البطولة المغربية، وترك فقدان الاتصال بموتيس حيرة وخوفا في صفوف الفريق الأحمر الحالم باعادة أمجاده, نفس النادي عانى من اختفاء لاعبه رضا الله دوليازال بالولايات المتحدةالأمريكية قبل بداية الموسم الكروي الحالي فبعد إجراء وسط ميدان الشياطين الحمر لاختبارات مع نادي ساوندرز سياتل فضل اللاعب البقاء في بلاد العم سام على الرغم من عقده مع ناديه الأم ضاربا بعرض الحائط موافقة مسؤولي النادي على توقيعه لفريق آخر دون اذن وكان رضا الله البالغ من العمر 23 سنة حمل قميص كل الفئات الصغرى للمنتخبات المغربية وكان أيضا أحد صانعي التألق في كأس العالم 2005 للشباب بهولندا وأحس دوليازال بالغبن حين لم يضعه المدرب بادوالزاكي ضمن قائمة الفريق الذي ستخوض الموسم الجاري وتم تسجيل اللاعب على قائمة المختفين بعد أن خرج ولم يعد. وأصيب محبو الدفاع الحسني الجديدي بخيبة أمل كبيرة بعد أن قرر السنغالي باب لا طير نداي فجأة وقبل انتهاء الفترة الشتوية للانتقالات بسويعات قليلة دخول تجربة احترافية رفقة الظفرة الاماراتي تاركا فراغا في خط هجوم الجديديين الذين بدأوا يفقدون النقطة تلو الأخرى في سباق محموم على نيل لقب انتظروه سنوات طويلة... فمن الملام هنا؟... مسؤولو الفريق الذين فقدوا هدافا هم في أمس الحاجة اليه سواء للظفر بأول لقب للبطولة المغربية في تاريخهم أو لمشاركة مشرفة في دوري أبطال افريقيا لتلميع سمعة الكرة المغربية التي فقدت بريقها في السنوات الأخيرة أم تربص السماسرة العارفين بعجز القانون المغربي عن حماية النوادي أمام الهروب الجماعي للاعبين أم الوقت الطويل الذي أخذه أعضاء الاتحاد المغربي لصياغة مشروع قانون الرياضة الجديد ومشروع تأهيل الكرة المغربية نحو احتراف صحيح يقي الجميع من ويلات الهواية, اذ لازال بامكان أي لاعب أن يغادر فريقه متى وأين يشاء دون فعالية وجدوى للعقود المبرمة, ويبدو أن الفرق المغربية لم تأخذ العبرة من الماضي ولم تضع في الحسبان أن مهما انتدبت اللاعبين أو كونتهم فذلك لن يكبث جماح وكلاء أعمال اللاعبين والسماسرة من خطف المواهب من بطولة تعاني أساسا من نزيف في كل شيء . صحافي مغربي ( الامارات العربية المتحدة )