انطلقت اليوم الخميس بطنجة الدورة الثالثة من الندوة المتوسطية للوجستيك "ميدلوغ"،بمشاركة مجموعة من الخبراء والمهنيين في الموانئ واللوجستيك والنقل،لمناقشة موضوع "آفاق المبادلات الدولية للمواد الغذائية والسلسلة اللوجستيكية للتبريد". وتشكل هذه الندوة،التي تنظمها الوكالة الخاصة طنجة-المتوسط على مدى يومين وتحل بها البرازيل كضيف شرف،فضاء لخبراء من القارات الخمس لبحث آفاق تطور المبادلات الدولية الغذائية،والعمل على ضمان أمن السلسلة اللوجستيكية استجابة للحاجات المتنامية،ودور الأرضيات المينائية الكبرى،كالمركب المينائي طنجة-المتوسط،في تأمين المبادلات بين مواقع الإنتاج وأسواق الاستهلاك. إلى جانب المسؤولين والفاعلين المغاربة في المجال،يشارك في هذه الندوة مسؤولون بعدد من الموانئ العالمية الكبرى كبرشلونة والجزيرة الخضراء (إسبانيا) وسانتوس (البرازيل) وفرجينيا (الولاياتالمتحدة). وأبرز رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة طنجة-المتوسط السيد سعدي الهادي أن الموضوع الذي اختير لهذه الدورة يجيب على انشغال دولي مهم يتعلق برهان ضمان أمن سلسلة المبادلات الغذائية من مواقع الإنتاج إلى التوزيع. وأضاف،في السياق ذاته،أن المغرب جعل من موضوع الرفع من المبادلات الغذائية "أولوية وطنية بالنظر لما يحتله القطاع الفلاحي (مخطط المغرب الأخضر) والصيد البحري (مخطط هاليوتيس) من مكانة مهمة في الاقتصاد الوطني وفضلا عن حصتها في الصادرات المغربية"،مشيرا إلى أنه "يتعين تطوير عرض لوجستيكي ملائم،يمكن من التحكم في السلسلة اللوجيستيكية للتبريد من أولها لآخرها للحد من الخسائر في الإنتاج أو تأثر جودة المنتوج". وبهذا الصدد،أعلن السيد الهادي أن ميناء طنجة-المتوسط،بفضل موقعه الاستراتيجي،يستعد لوضع أرضية ستخصص لاستقبال وتحويل المواد الغذائية القادمة من بلدان بعيدة،على غرار الأرضيات المخصصة لقطاعات صناعة السيارات والطائرات والنسيج،قبل إعادة توزيعها في الأسواق الأوروبية والإفريقية وبالشرق الأوسط،فضلا عن معالجة الصادرات الفلاحية المغربية نحو الأسواق الخارجية". وأبرز أنه من "الممكن أن يتم تطوير نموذج مماثل بالنسبة للصناعة الغذائية بميناء طنجة-المتوسط،نموذج يقوم على الاستفادة من نمو المبادلات بين القارات العابرة لمضيق جبل طارق،وخصوصا تلك القادمة من بلدان أمريكا اللاتينية،وعلى خدمة المصدرين الوطنيين". بدوره،أكد وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب على جهود المغرب للنهوض بالبنيات التحتية وفق تصور مندمج يقوم على ربط مناطق الإنتاج بموانئ التصدير عبر شبكات نقل متعددة الأنماط (طرق،طرق سيارة وسكك حديدية) والنهوض بمختلف البنيات اللوجستيكية،مبرزا،في هذا الصدد،أن هذه المنجزات مكنت من تحسين مؤشر ربط المغرب على المستوى الدولي بانتقاله من المركز 77 دوليا سنة 2004 إلى المركز 23 سنة 2009. وأوضح،في هذا الإطار،أن الوزارة تعمل على "تنفيذ استراتيجية لإنجاز مخطط مديري للمحطات اللوجستيكية،تقوم بتجميع الإنتاج وإعادة توزيع المنتجات،لضمان رواج أفضل للمواد ذات الأصل الفلاحي والبحري بمعايير عالية الجودة". على مستوى المبادلات الخارجية للمغرب،أعرب وزير التجهيز والنقل عن رغبة الحكومة المغربية في تطوير المبادلات الاقتصادية مع دول أمريكا اللاتينية،وخصوصا مع البرازيل،من خلال فتح خطوط بحرية وجوية جديدة بين الجانبين،مؤكدا أن من شأن شركاء المغرب بهذه المنطقة الاستفادة من المركب المينائي طنجة-المتوسط كأرضية للتوزيع نحو الأسواق الأوروبية والإفريقية وبالشرق الأوسط. ومن شأن تطوير البنيات اللوسجتيكية للتبريد عبر مختلف جهات المملكة أن يساهم في مواكبة جهود الحكومة للرفع من صادرات المواد ذات الأصل الفلاحي أو من خلال مخطط "المغرب الأخضر" الذي يهدف إلى الرفع من الإنتاج ما بين 50 و300 بالمائة في أفق 2020،حسب القطاعات الفلاحية المعنية. وتطرقت كلمة وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش،التي تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة السيد موحا مرغي،إلى الأهداف المرقمة التي تسعى الوزارة إلى بلوغها من خلال برامج تأهيل قطاعي الفلاحة والصيد البحري. وأبرز أن قطاع الصناعات الغذائية سيشكل خلال 15 سنة المقبلة المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني،إذ يمثل حاليا 28 بالمائة من الإنتاج الصناعي،و16 بالمائة من الصادرات،و20 بالمائة من الوحدات الصناعية،كما يشغل 22 بالمائة من اليد العاملة. وشدد على أن قطاعات النقل واللوجستيك تعد شريكا أساسيا في تحقيق أهداف مخطط "المغرب الأخضر" و"هاليوتيس" بالنظر إلى طبيعة المنتجات القابلة للتلف،ما يتعين معه التحكم بشكل كامل في سلسلة التبريد. من جانبه،اعتبر الكاتب الخاص المكلف بالموانئ البرازيلي السيد بيدرو بينيتو أن البرازيل تولي أهمية كبرى للمغرب،بالنظر إلى موقعه الجغرافي في بوابة البحر الأبيض المتوسط،لتطوير مبادلاتها الخارجية،مشيدا باختيار البرازيل،الذي يعد أحد أكبر المنتجين الفلاحيين بالعالم،كضيف شرف خلال هذه الندوة. كما تطرق إلى البرامج التي انخطرت فيها البرازيل من أجل تطوير بنياتها التحتية عبر استثمار 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات لتطوير قطاعات النقل الموانئ والطاقة،ما مكن البلد من اجتذاب استثمارات خاصة مهمة. ومن المنتظر أن يتم خلال هذه الدورة منح جوائز "ميدلوغ 2010" للشخصيات والمؤسسات التي تميزت بمجهوداتها ونتائج مبادراتها في مجال الموانئ واللوجستيك عبر العالم.