12-2009- تخصص الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يوم السادس من دجنبر الجاري موعدا مع البيئة من خلال عرض ثلاثة أفلام وثائقية، تحذر من الأخطار التي تهدد الإنسانية. وهكذا يعرض اليوم الأحد بساحة جامع الفنا بمراكش، الشريط الوثائقي "هوم" للمخرج الفرنسي يان أرتوس برتراند الذي يمتد نحو تسعين دقيقة، ويطرح قضية الحفاظ على البيئة وواجب كل إنسان في ذلك، مدعما بإحصائيات ومعطيات علمية.
يقدم فيلم "هوم" معلومات هامة عن كوكب الأرض وما أصابه من تغيرات منذ انتقال الإنسان من حياته البدائية وامتهانه الزراعة وانتقاله إلى الصناعة، إلى نبشه لبواطن الأرض من أجل استغلال مصادر الطاقة.
ويجسد هذا الفيلم الوثائقي، الذي تم تصويره بالكامل من الجو في أكثر من 50 بلدا في العالم بواسطة طائرة هيلكوبتر، الوضع الذي آلت إليه الكرة الأرضية جراء استغلال الإنسان المفرط للموارد الطبيعية، وعدم مراعاته للتوازنات البيئية والبيولوجية.
ويأتي هذا العمل ضمن سلسلة الأفلام العالمية الداعية إلى حماية البيئة ونهج سياسات إنمائية مستدامة لترشيد استغلال واستهلاك الموارد والثروات الطبيعية وتغيير نمط الاستهلاك.
ويقود المخرج المشاهد إلى حقيقة مفادها أن آثار التغيير المناخي الذي يهدد حياة الأجيال القادمة إنما يقف وراءها الإنسان، ويدعم الوقائع بتصريحات لعدد من العلماء الذين حددوا مدة عشر سنوات كي يغير الإنسان أسلوب حياته تفاديا لمزيد من الاختلالات البيئية.
كما يوثق المخرج برتراند في هذا الشريط الوثائقي لتاريخ كوكب الأرض الذي استطاع الإنسان في ظرف سنوات بسيطة من تغيير جميع معادلات التوازن فيه، والعبث بمصادره وتدميره، كما تطرق فيه إلى الانتكاسات الكبرى التي لحقت بالأرض من خلال استعراض نماذج للاختلالات البيئية ببعض دول العالم.
يشار إلى أن الشريطين الوثائقيين الآخرين يتمحوران حول موضوع البيئة، ويتعلق الأمر بالفيلم الوثائقي الأمريكي "حقيقة مزعجة"، الذي يقدم معطيات علمية حول ظاهرة الاحتباس الحراري والفيلم الفرنسي "وان أعراض تيتانيك"، الذي يحذر من الحالة التي آلت إليها الأرض ومواردها ويظهر علاقة الإنسان بكوكب أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى.