استطاع سبعة من المصورين المكفوفين،إثنان منهم مغاربة والآخرون فرنسيون، في معرض يندرج في إطار الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش يتضمن صورا التقطوها بأنفسهم، أن يؤكدوا أن "البصر غير البصيرة" وأن بصائرهم لم تكف وإن كفت أبصارهم . فتحت عنوان "اللمس بالعين والمشاهدة باليد"، نظم هذا المعرض في إطار فقرات المهرجان المخصصة للمكفوفين وذلك بعد تقنية "الوصف السمعي" للمكفوفين وضعاف البصر. وقد أطلق هذا المشروع الطالب الفرنسي جيروم بوكيون، الذي أنجز بمفرده منذ سنة 2007 سلسلة من الصور الفوتوغرافية من خلال تشجيع أشخاص يعانون من عمى كلي أو جزئي على إنجاز صور فوتوغرافية في إطار وجهة نظر اللمس بالعين والمشاهدة باليد. ويكمن الهدف من تنظيم هذا المعرض في تمكين الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، بفضل مختلف وسائل الاتصال ذات المعاني غير المباشرة أو التي تعتمد الإشارات، من تصور عمل المصور الفوتوغرافي. وتقدم للمكفوفين معلومات تتعلق بالصور المعروضة (12 صورة) وهي مترجمة إلى عدة لغات لتكون في متناولهم حيث يستطيع المكفوفون من خلال جهاز يقدم معلومات ملموسة تتعلق بكل صورة مطبوعة ومكتوبة بطريقة "براي". كما وضع رهن إشارة المكفوفين من زائري المعرض وصف صوتي مناسب لكل صورة وتشكيلة منوعة للصورة الفوتوغرافية، بالإضافة إلى حوار مع المصور الفوتوغرافي. ويستطيع هؤلاء المكفوفون، من خلال أزرار قرب اللوحة، الاستماع إلى الوصف المسجل باللغتين العربية والفرنسية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال جيروم بوكيون إنه انطلق من فكرة بسيطة تتجلى في اقتراح موضوع معين على مجموعة من الأشخاص المكفوفين والعمل على الاعتياد على التعامل مع آلة التصوير وتدريبهم على التقاط الصور. وبخصوص اهتمامه بهذا النوع من المعارض، أشار بوكيون إلى أنه نوع من الاكتشاف للذات أولا ومقاربة بسيطة وعفوية. وأكد بوكيون أنه سيقوم بجولات إلى بلدان مختلفة خاصة منها تلك التي تولي أهمية كبرى لهذه الشريحة ،مضيفا أن بعض الصور المعروضة في هذا المعرض التقطت خصوصا بساحة مونبارناس بباريس وساحة جامع الفنا بمراكش.