أحيى عازف البيانو البولوني فارس مارك باسمادجي، مساء أمس بالرباط، حفلا فنيا أدى خلاله مقطوعات موسيقية من روائع المؤلف والموسيقار البولوني العالمي فريدريك شوبن. وقد استمتع الجمهور بالأنغام العذبة التي أداها باسمادجي، الحائز على الجائزة الكبرى للمباراة الدولية للعزف على البيانو "صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم في نسختها الثامنة، والذي تمكن من أن يعطي جاذبية للمعنى الحسي النابع من عمق التراكيب الموسيقية وطواعية وجمالية الانجاز الراقي لبعض أعمال من إبداع موسيقار من عيار شوبن. فعلى مدى حوالي الساعتين، تألق الفنان باسمادجي، الذي ألهب حماس الجمهور وصفق له كثيرا، كعازف منفرد متميز على ألة البيانو يمتلك أسلوب مبهر في العزف على هذه الآلة بمسحة من الرومانسية والرقة، ولهذا الأسلوب مظاهر عدة لعل أبرزها النقاء الصوتي. كما تمكن خلال هذا الحفل، الذي نظمته جمعية "الصداقات الموسيقية" بتعاون مع سفارة بولونيا بالمغرب وجمعية مغرب الثقافات بدعم من وزارة الثقافة، من العزف على ألة البيانو بعمق المشاعر والأحاسيس وقوة في حركة الأصابع والأنامل . وعبر باسمادجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، عن الشعور بالفرحة الكبيرة التي ماتزال تختلج صدره منذ نيله الجائزة الكبرى للمباراة الدولية للعزف على البيانو "صاحبة السمو الملكي الاميرة للامريم، مضيفا أن عزفه مقطوعات من أعمال شوبن تمكنه من التعبير بشكل كامل عن شخصيته على اعتبار التشابه الحاصل بين حياة الفنانين. فأداؤه لبعض مقطوعات شوبن -يضيف باسمادجي- تحاكي ما يختلج في نفسه من صراع داخلي بين الإحساس بالغربة والانتماء والحنين الى موطنه الأصلي، معربا عن أمله في أن يساهم حضوره بالمغرب في تحقيق التقارب بين الثقافتين المغربية والبولونية. من جهتها، قالت سفيرة جمهوية بولونيابالرباط السيد جوانا ورونيكا، في تصريح مماثل، إن إحياء حفل موسيقي من هذا النوع بمدينة الرباط يشكل في حد ذاته مناسبة لاقامة الحوار والتبادل الثقافي، مشيرة إلى أن الموسيقى تتخطى الحدود الجغرافية باعتبارها لغة كونية تقيم جسور الصداقة والمحبة بين الشعوب. وأضافت أن مدينة الرباط تشكل قلب الثقافة العربية على اعتبار أن المغرب اضطلع على مر التاريخ بدور مهم في الثقافة والحضارة العربيتين وساهم في إثرائهما بشكل كبير.