أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، السيدة أمينة بنخضرة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن منطقة المتوسط يمكن أن تكون مصدرا للتنمية المستدامة بالنسبة للاقتصاد العالمي. وأوضحت السيدة بنخضرة، خلال الندوة المنظمة حول موضوع "الأمن الأورو-متوسطي: آفاق مغربية وبريطانية"، أن حوض المتوسط يمكن أن يشكل أيضا "نموذجا جديدا للتنمية والعلاقات الدولية". وأشارت إلى أنه وبغض النظر عن النزاعات، فإن "حوض المتوسط عادة مرة أخرى ليكون أحد الملتقيات الاستراتيجية للمبادلات الدولية، فهو بوابة أوربا ، فضلا عن إمكانيات كبيرة يزخر بها جنوبه وشرقه ". وأكدت أنه "بالرغم من تقلبات التاريخ والتناقضات الصارخة على مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، والفوارق العميقة في توزيع الثروات الطبيعية والصناعية، فإن الحوض المتوسطي في حاجة إلى تعاون فعال بين مختلف مكوناته الإقليمية من أجل أن يأخذ مكانه في المسلسل الجارف والسريع للعولمة". وأكدت الوزيرة، من جهة أخرى، أهمية بناء نموذج جديد يتجاوز المقاربات التقليدية للتبادل شمال-جنوب، لبناء فضاء مشترك يرتكز على اقتصاد منتج ومسؤول يتقاسم بإنصاف القيمة المضافة، ويجمع بين العدالة الاجتماعية والمحافظة على البيئة. وأوضحت السيدة بنخضرة أن الأزمة الشاملة الراهنة تؤشر لتحول أساسي للاقتصاد العالمي وللعولمة التي ظلت إلى اليوم غير مقننة بشكل جدي ، وبالتالي علاقات اجتماعية وسياسية جديدة . وأضافت أن "إعادة تحديد العلاقات بين البلدان الأوروبية وبلدان الضفتين الجنوبية والشرقية للمتوسط يجب أن تتم في هذا السياق الجديد" . وقالت السيدة بنخضرة إن "كل ما تحتاجه الضفة الشمالية من دينامية ديموغرافية و أسواق وطاقة، يوجد على بعد بضع مئات من الكيلومترات في الجنوب. وفي المقابل تمتلك الضفة الشمالية كل ما يحتاجه الجنوب، وخاصة التكنولوجيا والتنظيم والإطار الملائم للاستثمار والإنتاجية". وقالت إن تكثيف التضامن في المتوسط ، بين شماله وجنوبه ، وبين شرقه وغربه هو أداة متميزة لبناء مستقبل يطبعه السلام والرفاه، مبرزة الدور الهام الذي يضطلع به قطاع الطاقة كمحرك للنشاط الاقتصادي والتنمية، بالنظر للإمكانيات الهائلة التي يوفرها من أجل تعزيز التضامن الأورو-متوسطي.