أكد المشاركون في اليومين الدراسيين اللذين احتضنتهما مدينة ورزازات ، خلال نهاية الأسبوع الماضي ، حول موضوع" الجهوية الموسعة: أي موقع لأقاليم الجنوب الشرقي، وأي دور للمجتمع المدني والإعلام الجهوي"، أن نجاح أي جهوية متقدمة يقتضي توفر نخب مؤهلة قادرة على التدبير الجيد والحكيم لهذا الملف. وسجل المشاركون في بلاغ صدر في أعقاب هذا اللقاء أن "قوة المجتمع المدني في أقاليم الجنوب الشرقي للمملكة (التي تضم كلا من ورزازات وزاكورة وتنغير والرشيدية) باعتبار تشبيكه وقواعده التنظيمية وأنشطته، لتؤهله من منظور الديمقراطية التشاركية للعب دور قوي (...) في إرساء جهوية حقيقية وفق منظور جديد، عبر هيكلة هيئات ومجالس ذات صلاحيات واسعة في المجالس الاقتصادية والاجتماعية". وأوضح البلاغ أن الأقاليم الأربعة "لها خصوصيات مشتركة تستجيب لاعتبار الجهة وحدة مجالية وبشرية تنفرد بمكونات ثقافية تميزها عن الوحدات المجالية الأخرى، ولها إمكاناتها الطبيعية والاقتصادية، إذ تزخر بثروات معدنية وسياحية وسينمائية... مما يستدعي - إعمالا لمعياري القرب والتشاركية- تأهيلها لتصير قطبا اقتصاديا مميزا". وخلص المشاركون في هذا اللقاء الدراسي إلى التشديد على أن الاختصاصات الموكولة للجهة باعتبارها مؤسسة منتخبة تقتضي اعتماد التدبير الذاتي مع مراعاة شرطين أساسيين، أولهما أن لا وصاية لجهة على أخرى، ثم عدم مساس الجهوية بسيادة الدولة. يذكر أن هذين اليومين الدراسيين نظما بمبادرة من (النسيج الجمعوي للتنمية والديمقراطية) بزاكورة، و(فيدرالية الجمعيات التنموية) بتنغير، و(شبكة الجمعيات التنموية لواحات الجنوب الشرقي) بالرشيدية، و(النسيج الجمعوي للتنمية) بورزازات، وذلك بدعم من (منتدى بدائل المغرب). وعلاوة عن الجلسة التقديمية لهذا اللقاء، التي تميزت بإلقاء ومناقشة عروض لامست مفهوم الجهوية سواء من الناحية القانونية، أو من منظور التجارب الدولية المقارنة، انكبت أشغال هذا الملتقى على تناول قضايا مختلفة تصب في اتجاه بلورة تصور حول نمط للتنظيم الجهوي الموسع، يلائم خصوصيات منطقة الجنوب الشرقي للمملكة. وقد ساهم في أشغال هذا اللقاء نخبة من الباحثين الجامعيين، إلى جانب فاعلين محليين في المجالات التنموية والسياسية والحقوقية والإعلامية والنقابية والثقافية، وغيرها من فعاليات المجتمع المدني في الأقاليم الأربعة لجنوب شرق المملكة. وتناول المشاركون في اللقاء موضوع الجهوية الموسعة من خلال ثلاث ورشات عالجت مواضيع "أية مداخل للتنمية لمنطقة الجنوب الشرقي ضمن الجهوية الموسعة"، و"الجهوية الموسعة، أدوار النسيج الجمعوي والفاعلين الاجتماعيين"، و"الجهوية الموسعة: أية مكانة وأي دور للإعلام الجهوي".