رفع الستار مساء اليوم الإثنين بالعاصمة الاقتصادية عن الدورة 17 للمهرجان الدولي لفن الفيديو ،على إيقاعات الموسيقى الإلكترونية التي أتحفت بها الحضور مجموعة ( ذو سانشو بلان) من بريطانيا. وأظهرت المقاطع الموسيقية التي أدتها هذه المجموعة ،التي تأسست في يناير 2005 ،براعة في المزج بين أصوات بشرية وأصوات حيوانية ( حيتان وطيور) وأصوت أجراس وأصوات الكترونية. وتعرف الموسيقى الإلكترونية بأنها نوع من الموسيقى يتم فيها استعمال معدات إلكترونية لإنتاج أصوات لها علو وطبقة ،ولون لحني مرغوب فيه ،حيث يتم تركيب الأصوات على شريط مغناطيسي لإيجاد مقاطع موسيقية .وتعزف الموسيقى من خلال مضخم صوت أو أكثر. وبالعودة إلى البدايات ،فإن فترة بداية القرن العشرين الميلادي تميزت باختراع معدات قادرة على إنتاج موسيقى إلكترونية،على يد مجموعة من الفنانين منهم ثادوس كاهل في الولاياتالمتحدة،وموريس مارتينوت في فرنسا،وليف ثيرمين في روسيا. وأبرز السيد عبد المجيد القدوري رئيس المهرجان في كلمة خلال حفل الافتتاح أن اللجنة المنظمة اختارت "الحدود" موضوعا لهذه الدورة بالنظر لراهنيته ،وذلك في ضوء تطرحه العولمة من إزالة للحدود ،والتي ما تزال مع ذلك موجودة - كما يقول - في مجال تنقل الأشخاص وفي ميادين مناقشة الشؤون الثقافية والدينية. وأضاف أن الفنانين الأجانب والعرب والمغاربة الذين يشرفون بمشاركاتهم هذا المهرجان ,الذي تنظمه كلية الآداب بنمسيك ،سيناقشون موضوع "الحدود بين الواقعي والطوباوي" ،كل وفق الحساسية التي تسكنه ،مشيرا إلى أن "الفن عامة وفن الفيديو خاصة ،ما يزال قادرا على اختراق كل الحدود ولو في مجال الحلم" . وفي السياق ذاته قال السيد عبد المجيد الساداتي المدير الفني للمهرجان إن هذه التظاهرة التي تحاول التموقع فنيا في إطار ما يقع بالعالم ،تشمل جانبا علميا يتمثل في تنظيم مائدة مستديرة لمناقشة موضوع الحدود بمشاركة فنانين أجانب وعرب ومغاربة . وأضاف أن المهرجان يشمل كذلك جانبا فنيا يتمثل في عرض إبداعات المشاركين بعدد من الفضاءات بالدارالبيضاء والتي تجمع بين فن الفيديو وفنون أخرى ،إضافة إلى جانب بيداغوجي يتمثل في تنظيم مجموعة من الورشات ذات الطابع التكويني في مجالات الإبداع الصوتي ،والكليب فيديو ،والمونطاج ،والفيلم الوثائقي . وأكد أنه فضلا عن المشاركة المغربية هناك مشاركات عربية من سورية وتونس وفلسطين إضافة إلى مشاركات من كندا وهولندا وفرنسا وإسبانيا ورومانيا وبريطانيا وألمانيا ،مشيرا إلى أن من اللحظات القوية للمهرجان ستعرف عرض فيلم ( 24 دقيقة في حياة الدارالبيضاء )،الذي يشكل تجميعا لمجموعة من الأفلام أنجز كل واحد منها في دقيقة ،والتي تتناول أوجه الحياة بالعاصمة الاقتصادية .