افتتح مساء أمس الثلاثاء بأحد أروقة قصبة تاوريرت التاريخية في قلب مدينة ورزازات معرض جماعي لثلة من الفنانات والفنانين التشكيليين المتحدرين من هذه المدينة، وذلك في إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة. وتعكس اللوحات المعروضة في هذا المعرض المنظم تحت شعار "المرأة والإبداع" تجارب متنوعة لفنانين من مختلف الأعمار، منهم من ما زال في بداية مشواره الإبداعي، ومنهم من اكتسب تجربة فنية بلغت مستوى مقبولا من النضج كما يتجلى ذلك من خلال العديد من اللوحات، سواء في الجانب التقني أو من حيث توظيف الألوان. واللافت للانتباه في هذا المعرض الجماعي، الذي تنظمه "جمعية ورزازات للفنون التشكيلية" أن هناك حضورا قويا لمواضيع لها علاقة بالمحيط الاجتماعي والبيئي الذي ترعرع فيه هؤلاء الفنانون، حيث تحضر في لوحات العديد منهم الواحات والإبل والقصبات واللباس الصحراوي والنخيل وغيرها من التيمات ذات الصلة بالوسط الصحراوي وشبه الصحراوي. وتتنوع أدوات اشتغال هؤلاء الفنانين، كما تختلف الوسائل المستعملة في عملهم الإبداعي. فمنهم من يشتغل على الورق، ومنهم من يستعمل القماش، ومن هؤلاء الفنانين من لجأ إلى إعادة الاعتبار لقطع الخشب المهملة التي كانت ستجد طريقها ربما إلى الأفران أو مطارح النفايات، لتصبح عوضا عن ذلك وسيلة مسخرة للتعبير عن رؤية فنية. ويميل عدد من الفنانين المشاركين في هذا المعرض الجماعي للتعبير عما يخالجهم من مشاعر عن طريق مضامين فنية انطباعية، كما أن البعض منهم اختار التجريد، بينما لجأت قلة منهم إلى ترجمة أحاسيسهم عبر مضامين سوريالية تحمل بصمة إبداعية متميزة كما هو الحال مثلا بالنسبة للفنان عبد الحميد الهردوز الذي يشتغل مدرسا لمادة التربية التشكيلية. وبالموازاة مع هذا المعرض الذي سيستمر إلى غاية 14 مارس الجاري، تنظم "جمعية ورزازات للفنون التشكيلية" ندوة حول موضوع "الإبداع والفنون التشكيلية بورزازات: واقع وآفاق"، إلى جانب تنظيم ورشة لتلقين المبادئ الأولية لممارسة فن الصباغة، من المقرر أن يشارك فيها إلى جانب تلامذة إحدى المؤسسات التعليمية الخصوصية، أطفال يتحدرون من أسر أجنبية تقيم في مدينة ورزازات.