12-2009- انطلقت، اليوم السبت بالرباط، أشغال ندوة دولية حول "الإسلام والغرب" بمشاركة مفكرين وباحثين مغاربة وأجانب يناقشون آفاق العلاقة بين الإسلام والغرب على ضوء الأحداث المستجدة وإشكالية تجديد الخطاب الديني في العالم الإسلامي، خاصة في المجال السياسي. وأوضح مدير مركز طارق بن زياد، السيد حسن حافظي علوي، في الكلمة الافتتاحية للندوة التي ينظمها المركز بتعاون مع المؤسسة الألمانية كونراد أديناور، أن طرح هذا الموضوع مجددا أملته عودة المواجهة من خلال تيارات تغذي الحقل السياسي في الغرب للتشكيك في ولاء مسلمي الغرب لبلدان الإقامة وممارسات استفزازية بالغرب (الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتشويه صورة الإسلام، والاستفتاء الذي يحظر بناء المآذن في سويسرا وغيرها).
وقال إنه "لا يجب اختصار العلاقة بين الإسلام والغرب في الصراع الذي يراه البعض حتميا"، مؤكدا على وجود "ترابط بين غلو الغرب وتحيزه ضد القضايا الإسلامية واشتداد عود التطرف"، وعلى الحاجة "لتوسيع رقعة مشتركة وتذويب الخلافات على أساس المساواة والعدل وتشجيع الحوار" بين الجانبين.
وأضاف السيد حافظي علوي أن هذه الندوة تشكل استمرارية لمنهج المركز في التعاطي مع قضايا الشأن الديني منذ أحداث 11 شتنبر 2001 عبر إشراك أكبر قدر من الاتجاهات الفكرية لتدارس الإسلام في علاقاته بالقوى السياسية المحلية وكذا بالغرب.
ومن جانبه، أشار الممثل الإقليمي لمؤسسة كونراد أديناور في المغرب، السيد طوماس شيلر، إلى تجذر الإسلام في العديد من الدول الأوروبية منذ مئات السنين، داعيا لتجاوز الاتجاه السائد نحو المقابلة بين "الإسلام والغرب" و"المسيحية والعالم العربي" لأن الإسلام أو المسيحية كديانتين لايمكن حصرهما في رقعة محددة.
ويناقش المشاركون في هذه الندوة، على مدى يومين، محاور تهم "تجديد الفكر الديني"، و"العلاقة بين الديني والسياسي: اتصال أم انفصال"، و"الإسلام والغرب: نحو آفاق حوار جديد".
ويشارك في هذه الندوة مفكرون وباحثون من المغرب، ومصر، وتونس، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة.
ويقوم مركز طارق بن زياد للأبحاث والدراسات، الذي تأسس سنة 1996، بإنجاز مجموعة من الدراسات والأبحاث لخدمة الثقافة والتنمية المستدامة.
كما يتوخى تحقيق التبادل الثقافي بين جماعة الباحثين في المشهد السوسيو- سياسي والثقافي المغربي، سواء على المستوى الجهوي أو الدولي، ومد جسور التواصل بين الباحثين المغاربة والأجانب.