12-2009- أكد متدخلون في الجلسة الأخيرة للندوة الدولية حول "الإسلام والغرب" ، اليوم الأحد بالرباط ، أن الانتشار الواسع للإسلام عبر العالم وخاصة في الغرب، غير كليا الشكل التقليدي للعلاقات بين الإسلام والعالم الغربي. وقد تمحورت هذه الجلسة التي كانت مسك ختام الندوة التي نظمها مركز طارق بن زياد بتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور ، على مدى يومين ، حول موضوع "الإسلام والغرب نحو آفاق حوار جديد".
وفي هذا السياق، سجل الباحث الفرنسي فانسان كيسر في مداخلة أنه لا يمكن إنكار أن الإسلام أضحى ديانة متجذرة في الغرب وجزءا منه، إذ أن مسلمي "الفضاء الغربي" فرضوا وجودهم كفاعلين نشيطين يتوفرون على دور للعبادة ومؤسسات ثقافية وإعلامية تعكس تمسكهم بديانتهم، وفي نفس الوقت انتماءهم كمواطنين بالدول الغربية.
وأضاف أن العلاقة بين الإسلام والغرب عموما والمخاوف الغربية من هذا الدين تجاوزت اليوم بعدها الديني التاريخي المحض في سياق مسار فصل الدين عن الدولة في الغرب منذ عصر الأنوار لتتخذ هذه العلاقة طابعا علمانيا، مشيرا إلى أنه لا توجد رؤية غربية موحدة حول المسلمين، نظرا لتباين كيفية تعامل كل بلد غربي على حدة مع الإسلام.
ومن جانبه، قال مدير مؤسسة "ريس بوبليكا" جون إيف أوتيكسيي إن العلاقة بين المشرق والمغرب اليوم لايمكن اختصارها في المواجهة، خاصة في ظل تشابك المصالح الاقتصادية في العالم متعدد الأقطاب الذي بدأ ينبعث في الوقت الراهن.
واعتبر أن نجاح نموذج الاتحاد من أجل المتوسط، كإطار للتضامن بين الشرق والغرب، رهين بقيام حوار يتوجه نحو المستقبل وينبني على المساواة والتجرد من أية محاولة للإقصاء أوفرض القيم الغربية بالقوة.
وفي إطار مبادرات التقارب بين الغرب والإسلام، تطرق الباحث الأمريكي المسلم داوود كيسويت لنموذج برنامج "فولبرايت" للتبادل الثقافي والتربوي الذي يتوخى تكريس الفهم المتبادل بين الولاياتالمتحدة وباقي الشعوب، مشيرا إلى حرص الولاياتالمتحدة على مضاعفة هذا النوع من البرامج بعد أحداث 11 شتنبر، خدمة لصورتها ومصالحها، خاصة في العالم الإسلامي.
وناقشت هذه الندوة الدولية، آفاق العلاقة بين الإسلام والغرب على ضوء الأحداث المستجدة وإشكالية تجديد الخطاب الديني في العالم الإسلامي، خاصة في المجال السياسي، بمشاركة مفكرين وباحثين من المغرب، ومصر، وتونس، وألمانيا، وفرنسا، والولاياتالمتحدة.