دعا وزير الثقافة السيد بنسالم حميش، إلى مزيد من الشراكة بين قطر والمغرب، مؤكدا أن البلدين يتشابهان من حيث التطورات الكبيرة التي عرفاها خلال العشر سنوات الأخيرة. ونوه السيد حميش ،خلال محاضرة ألقاها مساء أمس الثلاثاء بالدوحة في إطار الأسبوع الثقافي للمغرب، بالتطور الكبير الذي تعرفه قطر والذي هو ثمرة إرادة تحدو المسؤولين القطريين. وقال إن " نفس الإرادة توجد في المغرب" ، مذكرا بالأوراش التنموية التي تشهدها المملكة المغربية منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش قبل عشر سنوات . وأشار إلى أنه هذه الإرادة المشتركة بين قطر والمغرب يمكن أن تشكل جسر ممتدا ليشمل العالم العربي ، مبرزا الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في هذا الصدد . وأشاد الوزير الذي تناول في محاضرته موضوع "العولمة في مرآة الثقافة" بمجهودات البلدين في مجال التنمية البشرية، مشددا على الحاجة إلى إدماج أفضل للثقافة في كل مسلسلات التنمية. وحذر من الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن عولمة تتجاهل العنصر البشري وتهمش الثقافة أو تسعى إلى تسويقها كأي سلعة، مؤكدا أن هذا النوع من العولمة لا يمكن إلا أن يولد أزمات. وأضاف أن مثل هذه العولمة يمكن أن تؤدي إلى التفكك الأسري وانعدام الأمن الغذائي ، وإلى الاحتباس الحراري، معتبرا أن أنسنة الاقتصاد أصبحت ضرورة وأن الأخذ بعين الاعتبار للعنصر البشري أصبح واجبا. وفي هذا السياق ،انتقد على الخصوص ما يسمى ب"اقتصاد الكازينو" الذي يعمل "دون ذاكرة" ، والذي يقوم على أساس المضاربة والافتراض وليس على أساس الأولوية التي يجب أن يحظى بها الإنسان. وأضاف أن هذا النوع من الاقتصاد الذي يعد من أولى ثمار العولمة يعطي "السيادة للأقوى " ويشجع "الرأسمالية القاتلة" الناتجة عن الهوة الفاصلة بين الاقتصاد الافتراضي والواقع. واعتبر أن حل هذه الإشكالية يتطلب تنظيم المنافسة والتعاون المكثف والتضامن الذي يعزز الانسجام ، مقترحا إحداث مجلس للأمن الاقتصادي لمواجهة الآثار السلبية للعولمة وتشجيع التنمية المشتركة الدائمة. وربط السيد حميش بين الحضارة والتمدن ، ودعا إلى نشر الثقافة في التجمعات القروية، معتبرا أن إدخال الكهرباء والماء الصالح للشرب والطرق يظل غير كاف في غياب نشاط ثقافي يواكبها. وفضلا عن محاضرة السيد حميش تواصلت أمس الثلاثاء فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي بالدوحة الذي افتتح أول أمس الإثنين في إطار "الدوحة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2010" بتنظيم أمسية شعرية ألقت خلالها الشاعرتان المغربيتان ثريا ماجدولين ورجاء الطالبي بعضا من أشعارهما .