12-2009- أكد الباحث السوسيولوجي، مصطفى محسن، اليوم السبت بالرباط، أن إصلاح النظام التربوي يعد ثورة هادئة ينجزها المجتمع بمختلف مكوناته، في إطار عمل تشاركي يؤسس لمدرسة جديدة منفتحة على محيطها. وأوضح الباحث خلال محاضرة تندرج ضمن الأنشطة التربوية والتكوينية للجمعية المغربية للتكوين والبحث التربوي حول موضوع " المدرسة الوطنية الجديدة ورهانات المستقبل"، أن إصلاح النظام التربوي يتعين أن يحظى باهتمام كافة القطاعات، إذ ينبغي أن يشكل الدعامة المفصلية للمشروع التنموي المجتمعي الذي يسعى المغرب إلى تحقيقه.
وأضاف أن تحقيق هذه الرؤية يمكن من وضع " قطاع الإصلاح على السكة السليمة والمسار الذي يمكن أن يؤدي إلى بناء مدرسة وطنية جديدة للمستقبل"، داعيا إلى جعل المدرسة جسرا للعبور نحو المعرفة، انطلاقا من كونها فضاء للتفتح الإنساني والمعرفي.
كما ركز على أن مدرسة المستقبل تعد جزء من تصور المجتمع لمستقبله، داعيا إلى تحويل المؤسسة التعليمية، إلى فضاء لبناء المواطنة، ومدرسة موجهة تضطلع بدور إدماجي للفرد يخول له التعايش مع التحديات التي يطرحها عصر العولمة.
واعتبر المحاضر أن المنظور الإصلاحي الجديد يتطلب رؤية مستقبلية، تنطلق من فلسفة تربوية تحدد مفهوم الإنسان الذي تتوخى المدرسة تكوينه، مشيرا إلى أن أهم الأعطاب التي تعتري سياسات التكوين في العالم العربي تنبع من غياب صورة الفرد الذي تطمح المدرسة إلى تكوينه.
ويعد مشروع الإصلاحي التربوي الشمولي - حسب المحاضر- خارطة طريق تمكن من التقويم لتصحيح المسار وتجاوز الاختلالات من جهة، وتثمين المكتسبات الإيجابية من جهة أخرى، مضيفا أن إصلاح المناهج التربوية يجب أن يجعل المدرسة مؤسسة وظيفية تستجيب للمفاهيم الاقتصادية وتكون أفرادا منتجين في مجالات متعددة.
وأضاف أن أهم التحديات التي تواجه الإصلاح التربوي، بصفته سيرورة اجتماعية تدخل ضمن رؤية شمولية متكاملة، تتمثل في تحدي الدمقرطة وتعميم التعليم، واستهداف جودة المنتوج التربوي، وانفتاح المؤسسة على المحيط، فضلا عن المواكبة الحضارية للمجتمع.
وقد شهد هذا اللقاء توقيع المحاضر لكتابه الجديد " مدرسة المستقبل.. رهان الإصلاح التربوي في عالم متغير"، الصادر عن منشورات (الزمن).