أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي، أن الرعي يعد من العوامل الرئيسية التي تهدد الغابة بالمغرب. وأوضح السيد الحافي، في فقرة "حوار الزوال" التي بثتها الإذاعة الوطنية اليوم الثلاثاء ضمن نشرتها الزوالية، أن كثرة عدد القطعان والمدة الزمنية التي تقضيها في الرعي في الغابة يهدد بشكل كبير التوازن البيئي الغابوي. وفي هذا السياق، أشار السيد الحافي إلى أن العدد الحالي للقطعان يتراوح مابين 4 إلى 5 أضعاف الطاقة الاستيعابية للغابة. وأبرز أن إشكالية النظم البيئية الغابوية بالمغرب تختلف من منطقة إلى أخرى، حيث تعاني غابة الأطلس المتوسط من الرعي، فيما تعاني غابات شمال المملكة من انجراف التربة والترامي على الملك الغابوي من أجل التمليك، منبها الى الخلط ما بين حق الانتفاع وحق التمليك. وفي هذا الصدد، أشار السيد الحافي الى أنه حفاظا على التوازن البيئي، تقوم المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتنظيم حق الانتفاع بشكل يلائم الطاقة الاستيعابية للغابة، مؤكدا على أهمية تنظيم المنتفعين في إطار تعاونيات تكون لها صفة المخاطب للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وتربطها بها علاقة شراكة. وبذلك -يضيف السيد الحافي- لم تعد مكافحة الترامي على الملك الغابوي تعتمد فقط على الطرق الزجرية، بل أيضا عن طريق "شراكة ما بين المنتفعين والمحيط البيئي ككل"، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تؤدي إلى دخل إضافي بالنسبة للمتعاونين يخفف من الضغط على الموارد الطبيعية.