أكد السيد عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن المغرب يعد من بين البلدان القلائل التي تتوفر على خريطة دينامية للمخاطر تخول تدبيرا أمثل لحرائق الغابات. وقال السيد الحافي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء «نتوفر، اعتبارا من الموسم الصيفي2009 ، على نموذج معلوماتي متطور، والذي يعد المغرب أحد البلدان القلائل التي تتوفر عليه، والذي يمكن من إصدار نشرتين لحساب المخاطر يوميا, ويحدد بدقة مناطق الخطر آخذا بعين الاعتبار معطيات أحوال الطقس الوطنية وطبوغرافية المناخ». وقال إن « الأمر يتعلق بتقدم حقيقي في مجال مكافحة حرائق الغابات، في ما يتعلق بالتحكم في النيران وترشيد الوسائل». واعتبر أنه «على عكس خريطة المخاطر الثابتة, التي كان يتم استخدامها سابقا، فإن هذا النموذج يمكن من تدبير الحرائق بشكل أمثل ويشكل أداة لتدبير الصعوبات المرتبطة بهشاشة البنيات في الغابات المتوسطية والمخاطر المترتبة عن التغيرات المناخية مثل العواصف وارتفاع درجة الحرارة و الرياح قوية. وعزا السيد الحافي حرائق الغابات بالأساس إلى أعمال إجرامية أو ناجمة عن الإهمال، موضحا أن95 بالمائة من هذه الحرائق ذات طبيعة إجرامية. وأوضح المندوب السامي أن مزارعين يعمدون الى حرق آلاف الهكتارات من أجل التعاطي لزراعات غير مشروعة, وخاصة القنب الهندي, أو لامتلاك المجال الغابوي، مسجلا أن «هذه الظاهرة تتم معاينتها بالخصوص في منطقة الريف حيث تسفر هذه الممارسات عن83 بالمائة من حرائق الغابات بالمنطقة». وأبرز أن هذه المنطقة تسجل فضلا عن ذلك، حوالي82 بالمائة من القضايا المدنية المعروضة على أنظار العدالة, تهم الترامي والاستيلاء على المجال الغابوي. وأضاف أن السبب الرئيسي الثاني لاندلاع الحرائق يتمثل في الإهمال الذي يتسبب به عدم انتباه المخيمين ومربي النحل الذين يستعملون النار، أو صنع الفحم من الخشب, وهي الممارسة التي تم منعها ما بين ماي وشتنبر. وأكد السيد الحافي أنه إذا كانت الحرائق الناجمة عن الإهمال أكبر، فإن الحرائق ذات الطبيعة الإجرامية تتسبب في خسائر أكثر فداحة. ويشير المندوب السامي الى أنه على مر السنوات، طور المغرب استراتيجية لمكافحة حرائق الغابات تعمل على تعبئة العديد من الشركاء، ويتعلق الأمر بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والدرك الملكي والقوات الملكية المسلحة والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات الملكية الجوية والسلطات والجماعات المحلية. وتقوم هذه الاستراتيجية على نظام للمكافحة المتدرجة يستند إلى أربع مستويات للتدخل. وحتى تكون المندوبية قادرة على التدخل بنجاعة لدى اندلاع النيران، فإنها تتوفر على وسائل جد متطورة, تمكن من مواجهة حرائق الغابات في أوقات وجيزة وبشكل أمثل.