ينكب باحثون ومهتمون بموضوع المنظومة البيئية الغابوية بالمغرب والتغيرات المناخية، في ندوة افتتحت اليوم الثلاثاء بالرباط، على تدارس السبل الكفيلة بالمحافظة على الموروث الغابوي الوطني وآليات التصدي لظاهرة تغير المناخ وتحليل انعكاساتها والتأقلم معها. وأبرز رئيس جامعة محمد الخامس- السويسي السيد الطيب الشكيلي، في مداخلة خلال هذه الندوة التي تنظمها كل من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والجامعة حول موضوع "المنظومة البيئية الغابوية بالمغرب في مواجهة التغيرات المناخية"، أنه يتعين العمل على الحد من التغيرات المناخية التي تنعكس سلبا على دورة التساقطات والمنظومة الغابوية، وبالتالي على الاقتصاد والانسان. وأشار إلى أن المغرب الذي يوجد في منطقة معرضة للجفاف بفعل قربه من منطقة جنوب الصحراء، معني بهذه الظاهرة، الأمر الذي يتطلب تدبير تغيرات المناخ من خلال وضع مخططات للتأقلم معها، مؤكدا على أهمية اختيار موضوع اللقاء، باعتباره يشكل محط اهتمام وطني ودولي واسع. من جهته، اعتبر السيد اندرياس كوتفيتس مستشار بالسفارة الألمانية بالرباط، مكلف بالفلاحة والتغذية وحماية المستهلك، أنه عقب انعقاد قمة كوبنهاغن حول تغيرات المناخ، بدا جليا أن كافة الأمم معنية بالعمل على التقليص من إفرازات الغازات الدفيئة. وأكد أن المغرب وألمانيا يمكنهما التعاون بشكل فعال للتصدي لتغيرات المناخ، مشيرا إلى أن الثروة الغابوية بجبال الأطلس، وعلى الخصوص شجر الأرز، تتمتع بقيمة طبيعية عالية. وبعدما ذكر بأن ألمانيا تتوفر على أكبر غطاء غابوي في أوروبا، وأن هذه الغابات تختزن أزيد من مليار طن من غاز الكربون، حذر السيد كوتفيتس من أن تقليص المساحات الغابوية يعد أحد أبزر أسباب تغيرات المناخ، مشيرا إلى أن 20 بالمائة من إفرازات الغازات الدفيئة تنجم عن اجتثات الغابات. وكان المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي قد توقع، في افتتاح هذا اللقاء، أن يشهد المغرب، في أفق 2070 /2080، في حالة استمرار إفراز الغازات الدفيئة بالوتيرة الحالية، ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين درجتين إلى أربع أو خمس درجات، بالموازاة مع تسجيل انخفاض في معدل التساقطات بنسبة تتراوح ما بين 5 و40 بالمائة، على الخصوص في الأطلس المتوسط. ويتطرق هذا اللقاء، الذي ينظم على مدى يومين، بشراكة مع معهد "غوته" الألماني والجمعية المغربية- الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون التقني، لمجموعة من المحاور تهم بالأساس "المنظومة الغابوية بالمغرب، واقع وإمكانيات" و"التنوع البيئي والتغيرات المناخية" و"مخططات التأقلم مع التغيرات المناخية".