سلط المشاركون في يوم دراسي نظم اليوم الخميس بالرباط الضوء على أربعة مشاريع بحث أنجزت في إطار برنامج التأقلم مع التغيرات المناخية في إفريقيا. وأبرز المشاركون في هذا اليوم الدراسي، الذي نظمه المعهد الوطني للبحث الزراعي والمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين وجامعة الأخوين، أن مشاريع الأبحاث المقدمة تروم إبراز التهديدات التي أضحت تشكلها التغيرات المناخية، فضلا عن تلك الناتجة عن الأنشطة البشرية، وتعزيز الكفاءات المحلية من اجل المشاركة في أخذ القرارات البيئية المناسبة. وتطرقت مشاريع البحث الأربعة، لمواضيع ترتبط أساسا بالتكيف مع التغيرات المناخية وتدبير الطلب على الماء في حوض سايس وتكيف التجمعات السكانية في سهول وجبال المغرب مع هذه التغيرات ، ومقاربة المنظومة البيئية من أجل عقلنة تدبير مياه البحيرات التلية، وكذا التكيف مع ارتفاع مستوى مياه البحر، والتغيرات المناخية على الساحل الشرقي بإقليمي بركان والناظور. وأوضح مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، السيد محمد بدراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أهمية مشاريع البحث المقدمة تكمن في كون نتائجها ستعمم على مناطق أخرى من المملكة، خاصة في ما يتعلق باستعمال المياه حسب الطلب وتدبير هذا الاستعمال في المناطق الفلاحية، وكيفية تجميع المياه السطحية بالمناطق الجبلية، ثم تأقلم الساكنة القروية مع التغيرات المناخية، وانعكاسات ارتفاع مستوى البحر على الساكنة المجاورة. وأضاف السيد بدراوي أن مشاريع البحث المقدمة اليوم تندرج في إطار السياسة التي ينهجها المغرب، الذي يعد من البلدان الرائدة في هذا المجال، وذلك منذ برنامج سقي المليون هكتار الذي أعطى انطلاقته جلالة المغفور له الحسن الثاني في ستينيات القرن الماضي، إلى مخطط المغرب الأخضر الذي أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس، الذي من بين ركائزه عقلنة استغلال الموارد المائية، واستعمال الأراضي حسب مؤهلاتها. وخلص مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي الى التأكيد على أن البرامج التي سطرها المغرب في هذا المجال ستساهم في الاقتصاد في استعمال الماء وستساعد على المحافظة على الموارد الطبيعية، خاصة الحد من انجراف التربة وزحف التصحر وحماية الغطاء النباتي، ثم الرفع من دخل الفلاحين، وجعلهم بالتالي يساهمون في التنمية المستدامة للبلاد. يشار إلى برنامج هذا اليوم الدراسي، الذي يشارك فيه أساتذة جامعيون وباحثون وخبراء مغاربة وأجانب، يتضمن، أيضا، تنظيم مائدة مستديرة حول استراتيجيات التكيف بالمغرب (مشاريع محتملة وفرص التمويل)، وسبل تعزيز قدرات تكيف البحث العلمي ومسلسل اتخاذ القرار والجماعات المحلية مع ظاهرة التغيرات المناخية.