دعا مشاركون في يوم دراسي نظم أمس الخميس بمكناس حول "إنتاج الأغراس المعتمدة للأشجار المثمرة : الجودة في قلب مخطط المغرب الأخضر" إلى العمل على مواكبة أكثر لاستراتيجية مخطط المغرب الاخضر عبر اعتماد الأغراس المثمرة وتكاثرها لتحقيق التنمية المتوخاة ورفع تحديات المنافسة. وشدد المشاركون في هذا اليوم، المنظم من طرف الجمعية المغربية لمنتجي الاغراس المعتمدة والمعهد الوطني للبحث الزراعي (المركز الجهوي لمكناس)، على ضرورة تبسيط المساطر القانونية للتعجيل باستغلال الاصناف النباتية الجديدة التي استنبطها المعهد وإنتاجها على المستوى الوطني انسجاما مع استراتيجية المخطط الذي أعطى أهمية للاشجار المثمرة بفضل قيمتها التجارية المربحة للضيعات وللفلاحين وتتطلب قليلا من الماء، وتقاوم الجفاف وانجراف التربة. ويندرج هذا اليوم، الذي عرف مشاركة فاعلين في القطاع الفلاحي من مهندسين باحثين ومنتجي الاغراس والمزارعين والمصنعين من مختلف مناطق المغرب، في إطار النقلة النوعية التي سجلها قطاع الاشجار المثمرة بالمغرب والتي تهم توسيع المساحات المغروسة واختيار الأنواع والاصناف الملائمة وفي مسار تقوية علاقات التعاون بين المعهد الوطني والجمعية المغربية لمنتجي الاغراس المعتمدة. كما يهدف اللقاء بالخصوص إلى مواكبة سياسة "مخطط المغرب الأخضر"، والإعلان عن توسيع المساحات المغروسة بالاشجار المثمرة المعتمدة كالتين واللوز والحوامض والزيتون، كأصناف منتقاة بعناية من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي والتي تكون لها قابلية للتأقلم مع الطقس في مختلف مناطق المغرب. وقال السيد ميلود خليفي باحث وعضو بالجمعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أدلى به على هامش هذا اللقاء، إن جهة مكناس تافيلالت تعد مركزا هاما لإنتاج أغراس الأشجار المثمرة المعتمدة، وذلك بفضل البنية الجيدة للبحث في مجال دراسة أصنافها إذ أنتجت ما يناهز 15 مليون من الزيتون ومليون ونصف من اللوز و60 ألف من الليمون في فترة 2009-2010، من خلال 31 مشتلا لأغراس الاشجار المثمرة، مقابل 86 على المستوى الوطني. وأوضح أن مكناس، التي تعد قطبا فلاحيا كبيرا للزيتون حيث تنتج 72 في المائة من الإنتاج الوطني، تحتضن أنشطة هامة من أجل خلق دينامية في قطاع إنتاج هذه المادة التي تحظى بقوة في الطلب على أغراسها من قبل الفلاحين. من جانبه، قال السيد محمد اقبلي باحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي أن مخطط المغرب الاخضر أعطى دفعة قوية لقطاع الاشجار المثمرة مع تسطير أهداف عملية طموحة تتطلب انخراط كل الفاعلين في ديناميتها الواعدة في أفق مواجهة التحديات الكبرى للتغيرات المناخية والتنافسية الدولية، ولأجل ذلك - يضيف- تعطى الاهمية القصوى لاعتماد مادة نباتية أصيلة وسليمة أكدت قدراتها وملاءمتها مع التربة والمناخ بالمغرب ومضمونة بعلامة جودة رسمية. وقد تميز هذا اليوم، الذي شكل فضاء للتشاور وتبادل الآراء وتقاسم الافكار والمعلومات بين المشاركين، بتقديم الإنجازات التي حققها البحث الزراعي في مجال اسنتباط الاصناف الجديدة للورديات والزيتون والحمضيات والنخيل التي تمتاز بها الجهة، والتطرق إلى التدابير القانونية والإدارية والتقنية لاستغلال هذه المادة النباتية من أجل إنتاج الأغراس المعتمدة. كما شكل فرصة لبحث السبل الناجعة لتوفير أغراس ملائمة وبالكميات التي تستجيب للمخطط خاصة وأن السوق المغربية مفتوحة تدخلها أصناف من بلدان أخرى خاصة من إسبانيا.