12-2009 إسهاما منها في سد الخصاص الذي يعاني منه المهاجرون المغاربة المقيمون في إيطاليا على المستوى الإداري، قامت الفاعلة الجمعوية السيدة سميرة شبيب بترجمة مدونة الأسرة إلى اللغة الإيطالية. وتتوخى السيدة شبيب، الحاصلة على دبلوم في شعبة التواصل اللغوي والثقافي بإيطاليا والتي تعمل وسيطا لغويا وثقافيا في مؤسسة المراقب الوطني للعنف ضد النساء بإيطاليا، من خلال هذه المبادرة، المساهمة في رفع الظلم الاجتماعي والحقوقي الذي يطال المرأة المغربية في بلاد الغربة جراء عدم معرفة الإدارات في إيطاليا بما يكفله القانون المغربي من حقوق للمرأة المغربية. + ترجمة كاملة للمدونة.. استجابة لمطالب المؤسسات القضائية + يتمثل المبتغى الأساسي من إنجاز ترجمة كاملة للمدونة، توضح السيدة شبيب في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، في التعريف بما حققته المرأة المغربية من مكتسبات ضمانا ليس فقط لحقوقها، ولكن لحقوق الأسرة بأكملها باعتبارها نواة للمجتمع، واستجابة أيضا لمطالب المؤسسات القضائية في معالجتها لقضايا المهاجرين التي تعرض عليها. واعتبرت أن المدونة المترجمة إلى اللغة الإيطالية تشكل مصدرا للمعلومات للمؤسسات الإدارية والقضائية الإيطالية التي تلجأ إليها المغربيات المعنفات حيث يسهل عليها معالجة القضايا المتعلقة بهن، ومن تمت إيجاد حلول لها. وأكدت السيدة شبيب أن هذه الترجمة جاءت كتتويج للعمل الذي يقوم به المجتمع المدني مع المراقب الوطني بإيطاليا المتتبع والمشرف على الملفات الاجتماعية. وأشارت إلى أنه انطلاقا من العمل الاجتماعي اليومي مع المهاجرين عامة، والمغاربة خاصة، والمشاركة في معالجة وتتبع مشاكل هذه الجالية، تبين أن المرأة المغربية المهاجرة، على الخصوص، تتحمل النصيب الأكبر من المعاناة والتهميش، معتبرة أن خروج مدونة الأسرة إلى حيز التطبيق كان السند القوي الذي قدم لها كل الدعم والإنصاف. وسجلت أن "الوضع بإيطاليا ظل على حاله بسبب الإشكال اللغوي الذي أعاق عمل المصالح الإدارية الإيطالية في معالجتها للملفات الأسرية المعروضة عليها، مما جعلنا نفكر في ترجمة المدونة حتى تستجيب لطموحات الأسرة المهاجرة بإيطاليا". فالمهاجرة المغربية، مهما بلغ مستواها، تتوجه حين تعرضها للتعنيف للمصالح الإدارية المختصة أو مراكز الإنصات أو جمعيات المجتمع المدني لإنصافها، ولهذا، توضح السيدة شبيب، فإن مدونة الأسرة المترجمة إلى اللغة الإيطالية ستشكل مرجعا أساسيا لهذه المؤسسات جميعها لتقديم المساعدات اللازمة لهؤلاء النساء. +المجتمع المدني المغربي بإيطاليا.. دور فاعل+ وعن دور منظمات المجتمع المدني ودعمها للمهاجرين المغاربة في الخارج، أكدت الفاعلة الجمعوية، أن هذه الهيئات تضطلع بدور فاعل، مشيرة إلى أن جمعية السعدية للتوسط اللغوي الثقافي والتشجيع الاجتماعي بمدينة فيرونا الإيطالية، التي ترأسها، تقوم بدور الوسيط لتقديم المساعدة للمهاجر المغربي من أجل الاندماج بشكل إيجابي في المجتمع الإيطالي ونيل كامل الحقوق. كما تقوم الجمعية، تضيف السيدة شبيب، بالمتابعة المستمرة للمشاكل والقضايا المعروضة عليها، وذلك بتنسيق مع المصالح الإدارية ومؤسسات المجتمع المدني والمصالح القنصلية الوطنية. ولم يفت السيدة شبيب التنويه بالدعم الذي قدمته لها مجموعة من الفاعلين في الحقل الجمعوي والحقوقي في إيطاليا من أجل إعداد هذه الترجمة.