ارتفعت نسبة العنف ضد الزوجات المغربيات المقيمات بإيطاليا إلى أرقام قياسية، حيث بلغت47 في المائة في مدينة فيرونا وحدها الأمر الذي جعل الجمعيات الإيطالية والمغربية المهتمة بحقوق المرأة تصاب بالإرهاق بفعل تعدد الشكاوى والملفات. وحسب سميرة شبيب، الوسيطة اللغوية والثقافية بمدينة فيرونا والناشطة في مجال حقوق المرأة، فقد تحول العنف الممارس من طرف الأزواج المغاربة على زوجاتهم في المدينة الإيطالية إلى مادة إعلامية دسمة، مما عزز موقف اليمين المتطرف الذي يتولى تسيير المدينة بخصوص مناهضته للمهاجرين. آخر حكاية تتداولها الألسن بمدينة فيرونا، (يعيش بها أزيد من 12 ألف مغربي حسب إحصاء سنة 2005)، إقدام مغربي(40 سنة) على تعنيف زوجته(22 سنة) بطريقة وحشية، حيث وجه إليها لكمات قوية وتسبب في إجهاضها قبل أن يتم نقلها على وجه السرعة من طرف الجيران إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، ومن ثم وجدت الزوجة نفسها بدون مأوى بعد أن رفضت عدة عائلات مغربية استقبالها لتتدخل الجمعيات الحقوقية بتنسيق مع المراقب الوطني الإيطالي للعنف ضد النساء من أجل تغطية مصاريف العلاج والمأوى وإجراءات الدعوى. رقم آخر يدل على الوضع المتفكك للزوجات المغربيات بإيطاليا ويتعلق بعدد الاتصالات الهاتفية التي تلقاها مركز الاستماع بفيرونا من طرف زوجات مغربيات والذي بلغ 3000 اتصال خلال العام الماضي، حيث تحاول الزوجات من خلال تلك الاتصالات إما تفريغ معاناتهن النفسية في مواجهة زوج شرس أو طلب المساعدة على رفع دعوى قضائية، كما تقول الناشطة سميرة شبيب، التي اعتبرت أن العنف امتد أيضا إلى الأطفال بعد تعدد البلاغات المتعلقة بوقوع اعتداءات جسدية عنيفة على الأطفال المغاربة من قبل آبائهم، ليجد الأطفال أنفسهم بعد دلك في حضن عائلات إيطالية تهتم بتربيتهم بطريقة أوربية، خاصة وأن العائلات المغربية هناك ترفض بشكل قطعي احتضان الأطفال المعنفين، ولو كانوا من بني جلدتهم. كما أكدت شبيب أن نسبة كبيرة من هذه المشاكل ترجع إلى العقلية التي يصل بها المهاجر إلى إيطاليا وإصراره على الاحتفاظ ببعض العادات والسلوكات دون مراعاة أن التفكير والعيش في بلدان الاستقبال مختلفة عنها في بلدان المنشأ، إضافة إلى الثقافة الشعبية التي تفرض على المهاجر ضرورة تحسين الوضع الاجتماعي للعائلة، وهو ما يجعل عددا من المهاجرين يختصرون الوقت من خلال الاتجار في المخدرات. كما اعتبرت شبيب، التي التقتها «المساء» على هامش اللقاء التوصلي الذي نظمته الوزارة المكلفة بالجالية بالرباط بداية هذا الأسبوع، أن الأزمة التي يعيشها الاقتصاد الإيطالي والطريقة التي تتم بها الزيجات والأهداف التي يسعى كل طرف إلى تحققيها إضافة إلى الفرق في السن والمستوى التعليمي، كلها عوامل تقود في غالب الأحيان إلى توتر العلاقة بين الزوجين وتطورها إلى عنف جسدي أو طلاق قد يقود بعض ضحاياه إلى امتهان الدعارة. من جهة أخرى، فإن سجن مونتوريو بفيرونا تحول إلى سجن مغربي لا ينقصه سوى العلم الوطني بعد أن اكتسحه المغاربة الذين بلغ عددهم فيه 360 سجينا، علما بأن الطاقة الاستيعابية لهذا السجن محددة في 760 سجينا. معظم هؤلاء السجناء المغاربة وجدوا أنفسهم ضيوفا على سجن فيرونا بعد أن فضلوا الطريق السريع للاغتناء من خلال الاتجار في المخدرات و اقتراف السرقات ليسقطوا بشكل أسرع في قبضة العدالة الإيطالية الشيء الذي جعل بعض الايطاليين يرون في المغاربة إما لصوصا أو تجار مخدرات. وليس فقط العنف والمخدرات هما مجال نشاط بعض المغاربة، بل إن دعارة المغربيات هي الأخرى تحولت إلى مشكل ينغص على الجالية المغربية بفيرونا حياتها، حيث تنامت هده الظاهرة بشكل متسارع منذ سنة 1996، وبعد أن كانت بعض المغربيات يحترفن دعارة الرصيف بشكل محدود لجأت بعض المهاجرات حاليا إلى تخصيص بيوتهن لاستقبال المغاربة الذين يرغبون في قضاء الليالي الحمراء.