صرح السيد يوسف العمراني ، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ، أن الوضع المتقدم الذي منحه الإتحاد الاوربي للمغرب يمثل فرصة حقيقية بالنسبة للمغرب لإقامة علاقات شراكة أكثر تميزا ، وتحقيق اندماج أكبر مع الإتحاد الأوربي . وجدد السيد العمراني ، خلال الجلسة الإفتتاحية للقمة المقاولاتية الأولى بين الاتحاد الاوربي والمغرب ، اليوم السبت في غرناطة ( إسبانيا ) ، الاختيار الاستراتيجي والسياسي للمملكة الهادف إلى إنجاح ارتباطها بالمشروع الأوربي الكبير. وعبر عن إرادة المغرب في مواصلة جهوده لدعم الوضع المتقدم الذي منحه له الإتحاد الأوربي في أكتوبر 2008 ، من خلال إعطائه مضمونا أعمق ، واعتماد مشاريع ملموسة بشكل أكبر ، وآليات أكثر قابلية للإستمرار . وأشار السيد العمراني إلى أن المغرب ، الذي شهد بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، تغيرات كبرى على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية " أصبح بفضل ذلك مخاطبا وشريكا يحظى بمصداقية وبثقة كبيرين " . وأضاف ، في هذا الصدد ، أن حصول المغرب على الوضع المتقدم أصبح ممكنا بفضل " خريطة طريق مشتركة " تضمنت القيام بمجموعة من المبادرات والإجراءات بوتيرة متوازنة ونشطة تهم على الخصوص البعدين السياسي والاقتصادي بهدف رفع التحديات الإقليمية والدولية . وأوضح الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ، في السياق ذاته ، أن الوضع المتقدم يشكل أيضا أرضية لإشراك قطاع المقاولات المغربي وبلدان الاتحاد الأوربي السبعة والعشرين ، بشكل مباشر. وأكد السيد العمراني أن هذا الإطار المؤسسي ، الذي سيمكن من خلق بيئة ملائمة للإستثمار ، من شأنه تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاصين في الجانبين اللذين سيكونان ، في النهاية ، المستفيدين الكبيرين من هذا الوضع المتقدم . وأضاف أنه في زمن الأزمة الاقتصادية العالمية يبقى المغرب سوقا تتوفر على إمكانيات كبيرة في مجال الأعمال بفضل سياسة المشاريع الكبرى في ميدان البنيات التحتية والخدمات ، بصفة خاصة . وأشار السيد العمراني من جهة أخرى إلى أن الوضع المتقدم ينبغي ، على المستويين الثنائي والجهوي ، أن يتجسد في دعم التعاون السياسي بين المغرب والإتحاد الأوربي من خلال تعزيز قنوات الحوار والتشاور ، وكذا القيام بمبادرات مشتركة في مجال الأمن الإقليمي . وذكر في هذا الصدد بأن المبادرات التي يتضمنها الوضع المتقدم تنسجم تماما مع الاختيارات الأساسية للسياسة الخارجية للمغرب وتتلائم مع التوجهات الرئيسية المعتمدة في المجال الإقتصادي . وأوضح السيد العمراني أن القمة الأولى بين المغرب والاتحاد الأوربي ، التي ستفتتح عشية اليوم السبت في غرناطة ، تعكس البعد الجديد للعلاقات بين الجانبين وكذا إرادتهما المشتركة في رفع التحديات على المستويين الجهوي والدولي وفي المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وفي مجالي البيئة والأمن .