12-2009 قدم ممثل المغرب في المؤتمر الدولي حول النهوض بتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم ، المنعقد حاليا بتونس ، عرضا حول تجربة المملكة في مجال النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ، مركزا بالخصوص على الجانب التشريعي والصحي . وأبرز رشيد الكنوني ،مدير الوقاية والإدماج الاجتماعي للأشخاص المعاقين بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن،في هذا الصدد، أن النهوض بحقوق الاشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب ، يقوم على تنفيذ مخطط استراتيجي، يعتمد كمرجعية ،التوجيهات الملكية السامية والقيم الحضارية والدينية المتجذرة لدى الشعب المغربي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، بالإضافة إلى التزامات المغرب الدولية وأهداف الألفية من أجل التنمية . وقال إن تنفيذ هذا المخطط يتوخى تشجيع الاندماج الاجتماعي لفئات الساكنة في وضعية إقصاء وتعزيز الترابط الاجتماعي والتضامن، وكذا ضمان الإنصاف والعدالة بين الجنسين. وحول الوضعية التشريعية المتعلقة بالإعاقة، أشار المسؤول المغربي إلى أن المملكة تتوفر على مجموعة من القوانين الخاصة بالرعاية الاجتماعية للأشخاص المعاقين، كإطار قانوني يضمن الحقوق الأساسية لهذه الشريحة من المواطنين ويمكنهم من الاندماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد ، مشيرا الى أن هذه النصوص تتميز بعدة نقط قوة من بينها مأسسة الإعاقة ومواكبة المغرب للحركة الحقوقية الدولية الخاصة بالأشخاص المعاقين . وأضاف ان انخراط المغرب في الدينامية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وإطلاقه لجملة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، دفعه إلى الإقدام على تعزيز ترسانته القانونية المتعلقة بالأشخاص في وضعية إعاقة. وبين أيضا أن المغرب الآن بصدد التحضير لإصدار قانون جديد يحظى بتوافق وطني ،يكرس بشكل واضح حقوق هذه الفئة من المواطنين ويؤسس لحقوق جديدة تستجيب لوضعيتها الخاصة وينسجم مع الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة وغيرها من المواثيق والصكوك الدولية ذات الصلة. وبالنسبة للنهوض بالصحة الجسدية والعقلية للمعاقين ، أوضح أن المغرب يعمل على تحسين مؤشرات الصحة العامة لهذه الفئات من خلال تبني وتنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات وبرامج العمل ، بالإضافة الى قيامه بأعداد إستراتيجية وطنية مندمجة للوقاية من الإعاقة بتنسيق وتعاون مع كافة القطاعات الحكومية المعنية وبمشاركة المجتمع المدني. الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان : "معا من أجل النهوض بتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم"، تشرف على تنظيمه منظمة المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) وتشارك فيه نخبة من الباحثين والمختصين في قضايا الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة وممثلي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني في عدة دول عربية .