أكد السيد محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين اليوم الثلاثاء بالقاهرة أن للبرلمانيين "دور أساسي" في خدمة القضايا العربية سواء من خلال التشريع أو مراقبة الحكومات أو التواصل باستمرار وتحسيس المواطنين عن قرب بهذه القضايا. وأوضح السيد بيد الله في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، على هامش افتتاح أشغال المؤتمر السادس عشر للاتحاد البرلماني العربي ، أن البرلماني العربي يمكن أن يلعب دورا مؤثرا في الدفع بمختلف القضايا المطروحة عربيا من خلال تأثيره محليا ، مستشهدا في هذا الصدد بسياسة القرب التي نادى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس على مستوى المغرب. وأضاف السيد بيد الله أن تحسين الديمقراطية أصبح من آليات العمل على المستوى العالمي ، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق تقدم بدون ديمقراطية تشاركية في كل مناحي الحياة. وعن جدول أعمال الدورة الحالية للاتحاد البرلماني العربي أوضح رئيس مجلس المستشارين أن أبرز نقطتين مطروحتين على الاتحاد تتعلق الاولى بالوضع العربي الراهن ، فيما تهم الثانية النهوض بالتعليم والثقافة مع تعزيز الهوية العربية . وأشار بخصوص النقطة الاولى إلى أن صورة الأوضاع العربية " قاتمة" كما وصفها الأمين العام لجامعة الدول العربية العربية، وذلك بفعل مشاكل بينية ومشاكل أخرى. ولاحظ بالرغم من ذلك أن هناك " نافذة أمل " على مستوى العمل العربي المشترك تتمثل خصوصا في تعزيز التحرك على الواجهة التنموية ، مشيرا على الخصوص إلى إحداث صندوق عربي لدعم الصناعات ( أقرته قمة الكويت الاقتصادية) ومشروع الربط الطرقي العربي. أما ما يتعلق بالنقطة الثانية فأشار السيد بيد الله إلى وجود تخوف من طمس الهوية العربية " وهو التخوف الذي يتكرس بالخصوص في ظل السياسة الإسرائيلية لطمس معالم القدس وتهويديها فوق الأرض وتحت الأرض ". وفي السياق ذاته تشكل قضايا الثقافة والتعليم ، يضيف السيد بيد الله ، مشاكل كبيرة تحول دون دخول العالم العربي لعالم المعرفة في وقت أصبحت فيه الأجيال الجديدة تتحدث بلغة المعلوميات والأنترنيت. وذكر رئيس مجلس المستشارين أن الطفرة التكنولوجية والرقمية " مست بعض البلدان العربية ولازالات سطحية في أغلبها " ، مشددا على أنه يمكن أن يكون ل" نقاش جدي ومسؤول " لهذا الموضوع من طرف البرلمانيين العرب انعكاس إيجابي في هذا المجال. وسيبحث المؤتمر السادس عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي يستضيفه مجلس الشعب المصري، عددا من المواضيع من بينها الوضع العربي الراهن ودور البرلمانيين العرب في تنقية الأجواء العربية وسبل استعادة التضامن العربي والاستراتيجية العربية للنهوض بالتعليم والثقافة والمحافظة على الهوية العربية. وسيتم أيضا ، خلال المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام والذي يشارك فيه وفد برلماني مغربي برئاسة السيد محمد الشيخ بيد الله ، استعراض خطة عمل الاتحاد لعام 2010 بالاضافة إلى مناقشة خطوات إنشاء البرلمان العربي الإلكتروني ودور المركز العربي للدراسات القانونية والبرلمانية في دعم الاتحاد وسبل إصدار قوانين وتشريعات عربية ترفع من مكانة المرأة وتعزز دورها فضلا عن استعراض التوصيات الخاصة بالمؤتمر البرلماني العربي الثاني حول الطفولة الذي عقد في القاهرة في يونيو الماضي.