استطاع المهرجان الدولي "البحر والصحراء" المنظم بالداخلة أن يصبح مع توالي السنين ملتقى حقيقيا للقاءات الهادفة إلى إغناء التبادل بين الوفود الدولية المشاركة وأن يخلق جسورا للتواصل حول ثقافاتهم. وشكلت الدورة الرابعة لهذه التظاهرة،وعلى غرار الدورات السابقة،فضاء لتبادل الأفكار والتجارب في المجالات الثقافية والاجتماعية بين المشاركين الأجانب وأبناء الأقاليم الجنوبية وتمكين الزوار من اكتشاف الدينامية التي تشهدها هذه الأقاليم وهو ما يفنذ الإشاعات التي يروج لها أعداء الوحدة الترابية للمملكة. ومنحت التظاهرة للمنطقة إشعاعا على مستوى تجربتها في مجال التنمية السوسيو-اقتصادية كما مكنتها من الانفتاح على التجارب التي يحملها الزوار خاصة تجارب المغاربة المقيمين بالخارج،وأعضاء الجمعيات الدولية والمستثمرين والفاعلين من المجتمع المدني الذين قدموا من عدة بلدان. وتعد قرية الخيام الصحراوية التي نصبت بشاطئ " فم لبوير" بضواحي الداخلة فضاء للاكتشاف والتكوين من خلال ورشات ودورات للتواصل نظمت حول التقاليد المحلية والموسيقى العالمية والإنتاج السينمائي والبيئة ورياضات التزحلق. وقد قدم أعضاء جمعيات محلية وأجنبية في فضاءات هذه القرية،التي استقطبت خلال أيام المهرجان جمهورا غفيرا جاء لاكتشاف هذا المكان الجميل والمضياف،دروسا لفائدة شباب المنطقة حول مواضيع مرتبطة بمجالات اشتغالهم. ومن بين هذه الجمعيات التي حلت بفم لبوير،جمعية " بلانيت سيتوايين" وهي منظمة غير حكومية تشتغل في مجال التنمية المستدامة. ونظمت هذه الأخيرة،حسب رئيسها السيد مهدي العلوي الدغري،سلسلة من الأنشطة التحسيسية لفائدة تلاميذ المنطقة تندرج في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية وجمعية مهرجان "البحر والصحراء" . وشملت هذه الأنشطة على الخصوص عرض شريط "هوم" ليان أرتو-بيرتراند والفيلم التربوي "جبال في المحيط ،سفر قطرة ماء"،فضلا عن تقديم عروض حول التنمية المستدامة وعمليات تنظيف بعض الأماكن بشاطئ فم لبوير وتنظيم ورشة في فن الطبخ من منتجات محلية. وفي الجانب الموسيقي،حرص المهرجان على تنظيم لقاءات بين فنانين ومغنيين مغاربة وأجانب وشباب المنطقة وذلك في إطار "إقامة الفنان"،وهو فضاء مخصص للنقاش حول مختلف الأنواع والآلات الموسيقية وبالدرجة الأولى الموسيقى الحسانية. كما نظمت لفائدة الشباب دورات مماثلة حول المسرح وأشكال أخرى للفنون السينمائية. وكان لهواة رياضة التزلج على الأمواج فرصة للقاء أبطال في مجال الرياضات البحرية كالألواح الشراعية الطائرة والدراجات النارية المائية قدموا من مختلف مناطق العالم للمشاركة في سباقات الرياضات البحرية التي نظمت بمناسبة هذا المهرجان. وتميز المهرجان الدولي "البحر والصحراء" بالداخلة المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،بالخصوص بتنظيم سهرة فنية وسباق للجمال ومعرض للخيام التقليدية.