أسدل الستار مساء اليوم الخميس بمراكش على الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للمدينة الحمراء، وذلك بعد تقديم، على مدى ثلاثة أيام، ل`13 عرضا مسرحيا لفرق من المغرب وفرنسا والعراق وبلجيكا والجزائر ومصر. وخلال الحفل الاختتامي لهذه التظاهرة، تم تكريم شخصيتين طبعتا الفن المسرحي الوطني وهما الفنانين عبد الجبار الوزير وفضيلة بنموسى اللذين أعطيا الكثير من حياتهما لإشعاع هذا الفن، وذلك عبر مساهمتهما، بإرادة قوية ورغبة جامحة، في المحافظة على تألق المسرح المغربي. وشكلت هذه الدورة، التي نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، بشراكة، على الخصوص، مع المديرية الجهوية للثقافة والمجلس الجماعي للمدينة، مناسبة للفرق المشاركة لتبادل الخبرات وانفتاح بعضها على البعض حول التجارب الناجحة في هذا المجال. وحسب اللجنة المنظمة فإن هذا الحدث الفني يعتبر، كذلك، فرصة لتألق مواهب جديدة وسط الطلبة الجامعيين بعد تمكينهم من إبراز مؤهلاتهم الفنية والثقافية، وذلك لكون المسرح الجامعي يعتبر قنطرة أساسية بالنسبة للعديد من الكوميديين الذين سطع نجمهم على خشبة المسرح الوطني. وأضافت أن انفتاح هذا المهرجان على فرق مسرحية أجنبية من شأنه خلق جسور التواصل والتبادل المثمر بين الثقافات والحضارات، مشيرة إلى أن تنظيم هذا المهرجان يستجيب لهدف أساسي والمتمثل في إنشاء جيل من الفنانين الكوميديين قادر على المساهمة في تطوير والنهوض بالمسرح الجامعي. وأوضحت اللجنة أن هذه التظاهرة تعتبر آلية لإغناء المجال الثقافي والفكري والتربوي لدى الطلبة مع ترسيخ الوعي بأهمية هذا الفن النبيل في حياة الشعوب. وتميزت فقرات هذا المهرجان بتنظيم ندوة حول موضوع "رهانات الإخراج المسرحي في المسرح المعاصر" التي شاركت فيها نخبة مكونة من نقاد ومفكرين وممثلي مختلف الفرق المسرحية المشاركة. وأجمع المشاركون في هذه الندوة على أن الإخراج المسرحي، سواء الجامعي أو الاحترافي، يرتكز على التكوين المستمر بالنظر إلى الخصوصيات الجوهرية لهذا الفن والإشكاليات المرتبطة به، مشيرين إلى أن إخراج نص مسرحي فرجوي لا يمكن أن يتم في غياب تكوين ناجع في هذا المجال الذي أصبح يعتمد على طرق علمية وبيداغوجية. ودعوا، في هذا الصدد، إلى التفكير العميق حول وضعية الإخراج المسرحي بالإضافة إلى الوقوف على التحولات المتعلقة به في المسرح المعاصر. وشددوا على ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا الميدان ومواكبة وتأطير مبدعي النصوص المسرحية في المجال البيداغوجي والمنهجي، ملاحظين أن المسرح الجامعي يساهم بقسط كبير في استكشاف المواهب الشابة الصاعدة وترسيخ قيم التفاهم والتبادل الثقافي علاوة على تشجيع تبادل التجارب والخبرات في هذا المجال.