أكد الأمين العام للفدرالية الإسبانية للمنظمات الإسلامية يوسف فيرنانديث أن من مصلحة الجزائر الاضطلاع بدور إيجابي لتسوية قضية الصحراء من خلال "قبول الوحدة الترابية للمغرب". وقال يوسف فيرنانديث في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد "يتعين على المجتمع الدولي أن يقنع القادة الجزائريين بأنه ليس في مصلحة بلدهم ولا في مصلحة المنطقة بكاملها إطالة أمد هذا النزاع". وأبرز الأمين العام للفدرالية الإسبانية للمنظمات الإسلامية أن المجتمع الدولي مدعو أيضا إلى إقناع قادة (البوليساريو) بقبول المقترح المغربي القاضي بمنح الحكم الذاتي للصحراء مؤكدا، في هذا الصدد، أن المقترح المغربي يشكل "الصيغة الوحيدة" لوضع حد لهذا المشكل بشكل نهائي. وشدد يوسف فيرنانديث على أن المملكة اقترحت "صيغة إيجابية" من أجل إيجاد حل لهذا النزاع وطي هذا الملف موضحا أن الأمر يتعلق بمقترح الحكم الذاتي لفائدة الأقاليم الصحراوية يتوخى مواصلة المسلسل التنموي بهذه الجهة وتمكين سكانها من تدبير شؤونهم بأنفسهم بشكل أفضل في إطار السيادة المغربية. وأضاف فيرنانديث أن من شأن تسوية قضية الصحراء أن تمكن من تطوير العلاقات الاقتصادية بين المغرب والجزائر وتحقيق الاندماج بمجموع بلدان منطقة المغرب العربي. ومن جهة أخرى أكد الأمين العام للفدرالية الإسبانية للمنظمات الإسلامية أن "الصحراء مغربية، لأسباب تاريخية وثقافية، ويجب أن تستمر كذلك لضرورات استراتيجية ليس فقط بالنسبة للمغرب ولكن أيضا لأوروبا". وبخصوص مشروع الجهوية المتقدمة، التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبرز يوسف فيرنانديث أن الأمر يتعلق ب"خطة مهمة جدا" لتعزيز اللامركزية الإدارية، مذكرا بتنصيب اللجنة الاستشارية حول الجهوية لتفعيل هذا المشروع. وأضاف أن هذه المبادرة تنسجم تماما مع التوجه الحالي على الصعيد العالمي الرامي إلى منح المزيد من الصلاحيات للجهات بغية تمكينها من تدبير شؤونها على عدة مستويات. ولاحظ الأمين العام للفدرالية الإسبانية للمنظمات الإسلامية أن "المغرب بلد يقوم في الوقت الراهن بتحقيق خطوات كبيرة" في عملية التحديث مؤكدا على أهمية أن تقوم أوروبا بدعم هذا التقدم. ومن جهة أخرى أكد يوسف فيرنانديث أنه يتعين على مسلمي إسبانيا، نظرا للعلاقات الثقافية والأسرية التي تجمعهم مع المغرب، "أن يشكلوا جسرا" بين المملكتين الإسبانية والمغربية وبشكل عام مع أوروبا التي تعتبر المغرب شريكا مفضلا. وبخصوص صورة المسلمين في إسبانيا اعتبر يوسف فيرنانديث أن مفتاح اندماج ناجح يكمن في مشاركتهم الاجتماعية النشيطة على المستوى الجمعوي بجانب الإسبان. وقال في هذا الصدد "عندما تظل الجالية المسلمة في الظل فإن هناك من يتحدث باسمها" مؤكدا أن صورة المسلمين في إسبانيا لا يتم تحديدها انطلاقا مما تقوله وتفعله ولكن انطلاقا مما يقوله الآخرون".