دعا مشاركون في ندوة حول "التصوف مجددا" نظمت، أمس الجمعة في إطار الدورة ال16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، إلى ضرورة "إحياء الخطاب الصوفي" باعتباره مجالا خصبا لإعادة بناء الذات وتحقيق التكامل والتوازن الروحي. وأوضح المشاركون أن الخطاب الصوفي مطالب بتجديد آلياته بانفتاحه على الثقافة والفنون والدفاع عن مشروعيته الروحانية، وذلك من خلال إحياء تيار صوفي النزعة والخروج من ثنائيات "التصوف السني والفلسفي" والتقابلات، وكذا خلق تواصل بين النخب السياسية والثقافية حتى في المعنى الضيق للتصوف. وأبرزوا أن المجتمع في حاجة إلى "السلام الداخلي والسكينة الروحية"، مشيرين إلى أن مبادئ التصوف تقوم بدور أساسي في حياة المجتمع وتشكل لحمة للعلاقات الإنسانية. وانطلق المشاركون في هذا اللقاء من مقولة "الصوفي ابن وقته " للتأسيس لطرحهم ولمعالجة موضوع التصوف في الوقت الراهن ولتبرير أن المجتمع أحوج ما يكون اليوم إلى التصوف. ويبقى التصوف، باعتباره "حركة انقلابية على الخواء الروحي"، مخرجا روحيا وفكريا ومعيشيا للذات التي تسعى إلى إعادة بناء علاقاتها بالله وبنفسها وبالآخر. وحذر المشاركون من إدخال التصوف في متاهة "التسييس البئيس" وعدم الزج بالمتصوف في "انعطافات وانحرافات تشد النفس إلى الأسفل"، مشددين على ضرورة الرجوع بالمفهوم السياسي إلى معناه الفاضل وليس الضيق. من جانب آخر، أكد المتدخلون على ضرورة إيلاء أهمية كبرى لمسألة "السماع" باعتباره المظهر البارز للتصوف، وذلك من خلال إحداث مؤسسة لرعاية شأن السماع الذي يقوم بأدوار أساسية في المجتمع لكونه الشكل الغنائي الذي يرافق المغاربة في حياتهم. وطرح المتدخلون أسئلة من قبيل كيفية "الانتقال من التجربة الفردية الذاتية للتصوف إلى تجربة جماعية ثقافية"، وذلك بدون إقصاء التجربة الأولى التي تبقى الأساس، وكيف يمكن للتصوف كوجدان أن يكون سببا في تحقيق تنمية اجتماعية وثقافية متجددة وخلاقة.