21 فبراير). وتحدث الأستاذ محمد أنقار عن خصائص الكتابة السردية في المجموعة القصصية "لغة الآي آي" للقاص المصري يوسف إدريس التي اعتبرها، تتميز، بخاصية ما أسماه ب"النظرة"، التي تكاد لا تخلو منها أي قصة في المجموعة. ونقل أنقار عن وليام شكسبير قوله إن "العين ترى كل شيء، ولكن لا ترى نفسها " فضلا عن خاصية الإحساس، "ذلك أن النظرة وحدها غير كافية للتواصل" و"الصرخة" من صراخ الليل إلى صراخ المرض فصرخات الزوجة، ولا تخلو نصوص المجموعة من هذا الصراخ. وخلص أنقار إلى أنه عندما ينتهي المتلقي من قراءة نصوص "لغة الآي آي"، يعلق بذهنه الصراخ بدل الهمس، و"هو ما يكشف عن طبيعة مجتمعنا". ومن جهته، تناول القاص أحمد بوزفور في مداخلته المعنونة ب"السجادة والمرآة .. قراءة في قصص أحمد خضير" الجزء الأول من مجموعة هذا الأخير الموسومة ب"المملكة السوداء"، قائلا: " في قصصه هو مولع برسم سجادة في كل بيت تدخله قصصه، لكن السجاد مجرد تقنية". وأوضح بوزفور أن "القصص لا تطرح حكايات بقدر ما تقدم تفاصيل وأجزاء صغرى كما أنها تقدم الأشياء أكثر من الأشخاص، بل إن الناس في القصة يتحركون بحذر حتى لا يتعثروا في الأشياء". وأشار بوزفور إلى أن القاص العراقي محمد خضير يختار الأمكنة المكتظة، وهي الأمكنة الشعبية التي يوظفها المؤلف في قصصه بعد اكتظاظها كالأسواق والمدن العتيقة، في حين لا يولي اهتماما بالفضاءات الراقية تحيطها بالفراغات لكي تبرز تحفها. كما تحدث أحمد بوزفور عن مفهوم ما أسماه "التمرية"، أو انعكاس الرؤية في المرآة، إذ يخلق في النص ذاكرة ويستمرئ القارئ والمتلقي. وعلق أحمد بوزفور على نص لخضير بعد قراءته قائلا: "إنه شجن يقابل المرح وغموض يقابل الوضوح وقصة قمرية تقابل قصة شمسية، والكل ممتع". أما الناقد محمد رمصيص فقد تناول "الرؤية الفنية في قصص زكريا تامر" الذي اعتبره ينتمي إلى الجيل الثاني من كتاب القصة القصيرة السورية، مشيرا إلى انشغاله بسؤال الهوية. وأشار رمصيص إلى أن ما يميز تجربة زكريا تامر هي تلك الخبرة الفتية التي جعلته يتلاعب بزمن الحكي والترميز واستعمال تقنية الحكاية واعتبار القصة القصيرة هي "سرد الإدهاش". واعتبر أن مجموعة زكريا تامر "النمور في اليوم العاشر" الصادرة في دمشق سنة 1978 تعبر عن التجربة الإنسانية من اعتقال وتعذيب ...الخ، لكنها تنفتح على التراث مثل توظيفه لعدد من الشخصيات كطارق ابن زياد وابن الهيثم، مضيفا أن رهانات الإدهاش تتمثل في كون موتى زكريا تامر يعودون إلى الحياة ويحاولون تغيير الواقع في إطار مزج المعقول باللامعقول. وخلص إلى أن القاص زكريا تامر، الذي نشر أول مجموعة له سنة 1960، خرج عن الإجماع باكرا، في وقت كان فيه استعمال الرمزية خيانة للواقعية الجديدة في الأدب. ومن جهته، خلص قاسم مرغاطا في مداخلته "سراد القصة، مداخلة تركيبية لكل من يوسف إدريس وزكريا تامر ومحمد خضير" انطلاقا من قصص "لعبة البيت" و"القنفذ" و"شجرة الأسماء" إلى ثلاثة أنواع من السراد، الواقعي عند يوسف إدريس ، والرومانسي عند زكريا تامر، والتعبيري عند أحمد خضير.