قالت الكاتبة البلجيكية من أصل مغربي يميلة الإدريسي صاحبة كتاب "من خلال الآخر نعرف ذواتنا"، الذي تم تقديمه في إطار الدورة ال16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، إنها "تكتب لمنح الأمل للأجيال الجديدة المنحدرة من الهجرة إلى بلجيكا". أوضحت يميلة الإدريسي المحامية والبرلمانية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلال هذا الكتاب، الذي ألفته بالاشتراك مع الصحافية البلجيكية تيسا فيرميراين، هو أن مسلسل تحرر امرأة منحدرة من وسط مهمش، تعترضه عقبات مرتبطة بظرفيات سوسيو-اقتصادية وليس بالعادات أو الثقافة. وأضافت .. "لقد اكتشفنا الكثير من التشابه والتوازي في حياتينا"، موضحة أن تيسا فيرميراين تنحدر من عائلة فلامانية عمالية بسيطة، وهي بدورها تنحدر من عائلة مهاجرة قدمت للاستقرار في بلجيكا في الستينيات. وتقتسم الكاتبتان نفس العواطف والرغبة المتأججة لتحقيق النجاح، وتحكي كل واحدة منهما قصتها ومعركتها من أجل تكافؤ الفرص وانخراطها في الحياة السياسية وصراعها من أجل الدفاع عن قناعاتها. وتقول يميلة الإدريسي إن فكرة تأليف هذا الكتاب تولدت لديها بعد إجرائها لحوار مع تيسا فيرميراين. وقد توصلت المرأتان من خلال محادثاتهما إلى أنهما تقتسمان هدفا واحدا يتجلى في إمكانية البرهنة للشباب المنحدر من عائلات مهاجرة، عبر سرد حكايتيهما الشخصيتين، بأنه بالإمكان تحقيق النجاح والاعتراف بالآخر. وقالت الإدريسي إنها أدت القسم في 15 نونبر 2003 باعتبارها عضوا في برلمان بروكسيل وفلامانيا (...). وأضافت "كنت قلقة ولا أعرف طعم النوم لأني كنت أجهل كل شيء عن التدبير الداخلي للمؤسسات. ولا أعرف سوى أني كنت أرغب في أن أطبعها ببصمتي الشخصية". وأكدت يميلة الإدريسي أن "إطارها المرجعي يتسم بالشمولية"، فهي لا ترغب في أن تظل حبيسة هوية فلامانية أو أصل مغربي أو تكوين قانوني أو سياسي أو تظل مجرد امرأة، وإنما هي هذه المكونات جميعها. وتعمل تيسا فيرميراين، من جانبها، بدور نشر مختلفة وصحف بلجيكية. وقد شغلت إلى حدود سنة 2008 منصب رئيسة تحرير ومديرة مجلة "كناك ويكاند"، وكذا رئيسة "تيلينيت" التي يتجلى دورها في المساهمة في التقليل من الهوة الرقمية وخاصة لدى الشباب المنحدر من عائلات ذات دخل محدود. يشار إلى أن كتاب "من خلال الآخر نعرف ذواتنا"، الذي ترجم إلى اللغة الفرنسية بمساهمة من مجلس الجالية المغربية بالخارج والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وصدر عن دار النشر "لوفينيك"، تم تقديمه بحضور سفير بلجيكا بالمغرب والقنصل العام البلجيكي بالدار البيضاء.