من مبعوثي الوكالة- استعرض عدد من وزراء الثقافة العرب اليوم الجمعة بالدار البيضاء بعضا من ملامح تجاربهم، وما خبروه وعايشوه أثناء تسييرهم للشأن الثقافي ببلدانهم على اعتبار أن " أهل مكة أدرى بشعابها". وجمع لقاء نظم في إطار الدورة ال`16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب ، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 21 فبراير الجاري، بين السيدتين سهام البرغوتي وزيرة الثقافة الفلسطينية، ومي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام بالبحرين، والسادة مصطفى شريف وزير الثقافة الجزائري السابق وبنسالم حميش وزير الثقافة. وفي هذا السياق أكدت السيدة سهام البرغوتي، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال عزل التجربة الخاصة عن إطارها العام، فالتحديات التي تواجهها كمسيرة للشأن الثقافي لفلسطين تتأثر بالتحديات والصعاب التي تواجهها الثقافة الفلسطينية بشكل عام . وقالت سهام البرغوتي إن الثقافة أضحت محورية في نضال الشعب الفلسطيني، مصداقا لقول الشاعر العربي الكبير محمود درويش " من يكتب حكاية يرث أرض حكايته". وأوضحت أن الوعي بالذات الذي تحاول الثقافة الفلسطينية أن ترسخه تحول إلى طاقة كبيرة للنضال الفلسطيني من خلال تحول الثقافة من المستوى العقلاني إلى المستوى الانفعالي. وأشارت إلى أنه من المهام التي واجهتها عند توليها لمقاليد تسيير قطاع الثقافة هو العمل على جعل الثقافة الفلسطينية ثقافة حية ومتفاعلة وحاضرة ومحاولة اختراق الوعي الإسرائيلي الذي يسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية . فالثقافة الفلسطينية ، بالنسبة لسهام البرغوتي ، تعني معرفة الأنا والآخر في الوقت ذاته وكذا السعي لبناء هذه الأنا من خلال الاهتمام بالثقافة الشعبية باعتبارها جزءا مهما من الذاكرة الحية لفلسطين . أما السيدة مي بنت محمد آل خليفة، فقالت إنها ولجت مجال تسيير قطاع الثقافة ببلادها بالصدفة، إذ دخلته من باب اهتمامها بالمراكز الثقافية بالبحرين. وأضافت أنها دخلت هذا المجال لتحقيق هدف أساس يتجلى في المساهمة في التأسيس للبنية التحتية للثقافة البحرينية والسعي إلى إكسابها الإشعاع العربي والعالمي الذي تستحقه. وأضافت السيدة مي بنت محمد آل خليفة أنها عملت من جهة أخرى على مشروع مهم بالبحرين تمثل في السعي لجلب استثمارات القطاع الخاص ، فضلا عن التحضير لاستضافة اجتماع للجنة التراث العالمي بالبحرين سنة 2011. أما السيد مصطفى شريف فركز تدخله على مختلف المراحل التي قطعها تسيير قطاع الثقافة بالجزائر من مرحلة ما بعد الاستقلال ، التي كان التركيز فيها على ترسيخ الثوابت الوطنية والوحدة الوطنية ، إلى المراحل المتقدمة التي عملت فيها الجزائر على مواجهة تحديات مختلفة والتركيز على اللامركزية من خلال تأسيس مجالس عليا للثقافة وللسمعي البصري والإعلام. وذكر السيد مصطفى شريف بأن هذه المرحلة تميزت بالرغبة في تحقيق الانسجام بين الأصالة والتقدم والتركيز على التكوين والطبقة المبدعة. وكان السيد بنسالم حميش قد اكد في تقديم لهذا اللقاء، إن الشأن الثقافي، باعتباره عصب التنمية البشرية، قطاع محوري ومحرك ، مضيفا أن المجتمعات لا تقوم لها قائمة إلا على أساس الإنشاء والبناء الثقافيين كرؤية وكمشروع.