أطلقت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مؤخرا، ثلاثة أصناف من الغزلان في محمية مسيسي بإقليم الرشيدية ويتعلق الأمر بغزال "المها" وغزال "المهر" وغزال" دوركاس". وأوضح السيد محمد مخلص رئيس المصلحة الإقليمية للمياه والغابات بالرشيدية أن عملية الإطلاق تمت في أحسن الظروف، مشيرا إلى أن غزلان المها والمهر التي أطلقت تم استقدامها من المنتزه الوطني سوس ماسة، فيما ينتمي الصنف الثالث وهو غزال "دوركاس" إلى منطقة الرشيدية. وأضاف أنه بفضل هذه العملية أصبحت محمية مسيسي، التي تصنف كموقع ذي قيمة بيولوجية وإيكولوجية، تتوفر في المجموع على تسعة رؤوس من غزال "المهر" وأربعة غزلان من صنف "المها"، إضافة إلى ستة رؤوس من غزال "دوركاس". ويتوخى من هذه المبادرة، وهي الثالثة من نوعها، جعل محمية مسيسي تتوفر على مجموعات من هذا الصنف من الحيوانات، لتصبح بذلك مهدا للإكثار منها، ومن تم العمل على تطوير شبكة من المنتزهات والمحميات والمواقع المخصصة لأصناف حيوانية متنقلة، وذلك في أفق الحفاظ على الموروث الطبيعي المكون للنظم البيئية الصحراوية. وتهدف هذه العمليات، بالخصوص، إلى تحسين التنوع البيولوجي في المناطق الجافة، وإعطاء الاعتبار للموروث الطبيعي البري عن طريق تقوية والإكثار من الفضاءات المحمية، ودعم برامج الإكثار من الأصناف الحيوانية المهددة بالانقراض والتقليل من حدة الانقراض الجيني. وتبذل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مجهودا كبيرا من أجل حماية الموروث الحيواني عن طريق إتباع أساليب القنص وتسخير الحيوانات لعملية الإكثار، ليتم بعد ذلك إعادة الحيوانات إلى محيطها الطبيعي، مع الحرص على توفير مختلف شروط استمرارية الحياة وسط هذه المجموعات الحيوانية وذلك بهدف الحفاظ على التنوع الإحيائي المرتبط بالنظم البيئية الصحراوية. وتعمل المندوبية السامية، في السياق ذاته، على مكافحة التصحر، والتشجيع على خلق نشاط سياحي في المناطق الصحراوية، وذلك من خلال السهر على حماية والإكثار من أصناف الحيوانات التي تتأقلم مع المناخ الصحراوي، وتجتذب السياح المولعين بالتأمل في المشاهد والمناظر الطبيعية. يذكر أن المحمية الطبيعية المخصصة لهذا الصنف من الحيوانات ذات الحوافر تمتد على مساحة أربعة آلاف هكتار. وقد سبق لموقع مسيسي أن تمت تهيئته في إطار مشروع للشراكة بين كل من المنظمة الألمانية "نابو"، والمجلس الإقليمي للرشيدية، والجماعة القروية لمسيسي، ووكالة التنمية الاجتماعية، وجمعية مسيسي للتنمية وحماية البيئة.