شكل موضوع " النخب المحلية والجهوية المتقدمة .. الواقع والأبعاد والرهانات" محور لقاء تشاوري نظمه حزب الأصالة والمعاصرة اليوم الجمعة بمراكش بحضور عدد من أعضاء الحزب ومجموعة من الفاعلين المحليين في المجال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والمجتمع المدني. ويندرج هذا اللقاء في إطار سلسلة من اللقاءات التشاورية التي ينظمها الحزب بعدد من جهات المملكة بهدف جمع مختلف الآراء والتصورات والمقترحات البناءة لتأسيس نموذج جهوي مغربي موسع يشارك فيه على الخصوص عدد كبير من الممارسين للشأن المحلي والجهوي والخبراء في مجال الجهوية. وحسب منظمي هذه التظاهرة, فإن هذا اللقاء يأتي في سياق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها المملكة وتماشيا مع الرهانات والتحديات التي بات يطرحها عامل تدبير المجال بما يتلاءم ومقومات الحكامة الرشيدة. وأكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد محمد الشيخ بيد الله في كلمة له بهذه المناسبة أن الورش الكبير للجهوية المتقدمة يجب أن يكون مغربيا- مغربيا, وأن يستنير من التجارب الدولية في هذا الميدان وذلك من أجل المساعدة على خلق آليات جديدة للتحكم والبنيات الداعمة لانجاح هذا المشروع, ملحا في هذا الصدد على ضرورة التشبث بمقدسات الأمة وتوابثها. واستعرض الشيخ بيد الله المراحل التي قطعها المغرب منذ خمسين سنة والتي تميزت بهندسة ترابية اعتمدت على سياسات جماعية وإقليمية ثم جهوية, مشيرا الى أن تقييم التجربة الماضية من شأنه تهييئ الطريق للجهوية الموسعة. وشدد السيد بيد الله من خلال طرح مجموعة من التساؤلات, على ضرورة الالتزام بالتضامن بين الدولة والجهات ونقل الوسائل الكفيلة بجعل هذه الجهات تعيش وتستمر في نهج مفهوم اللاتمركز الواسع. ونوه الأمين العام للحزب بمشروع الحكم الذاتي في الاقاليم الصحراوية, الذي وصف على الصعيد الدولي بالجدي وذي مصداقية والذي استقبله الرأي العام الدولي وبالأخص الدول العظمى بترحاب كبير, مبرزا أن هذا المشروع من شأنه تمكين الساكنة المحلية من المشاركة في تدبير الشأن المحلي لهذه المنطقة. ومن جهته, أبرز السيد حميد نرجس عضو المكتب الوطني للحزب الأهمية التي يكتسيها موضوع هذا اللقاء, الذي شارك فيه حوالي 120 من رجال الأعمال ومثقفون وجامعيون ومنتخبون ورجال دين, لكون الجهوية تعتبر نوعا من اللامركزية التي تعتمد على تحويل وتفويت عدد من السلط والاختصاصات للنخب المحلية, مشيرا الى أن مساهمة المشاركين باقتراحاتهم وعروضهم تشكل لبنة في بناء مشروع الجهوية الموسعة. وركزت باقي التدخلات على أنه بإمكان النخب المحلية المتواجدة بتكويناتها وطريقة تدبيرها للشأن المحلي استيعاب التغييرات المرتقبة التي يمكن ان تحدثها الجهوية المتقدمة التي ستشكل تتويجا للأوراش الكبرى التي فتحها المغرب, مشيرين الى أن الجهوية الموسعة كفيلة بإعطاء دينامية جديدة وتحرير كل هذه الطاقات. وأكدوا على أهمية تعميق التفكير في كل الجوانب المؤسسة لهذه الجهوية والتي تهم على الخصوص الآليات القانوينة وذلك من أجل أن يكون هذا المشروع مستجيبا للمعايير الدولية وكفيلا بتحقيق التنمية المنشودة . وتمحورت أشغال هذا اللقاء حول مواضيع همت على الخصوص "النخب المحلية والجهوية المتقدمة .. قراءة في الابعاد السياسية والدستورية" و" الأدوار والمقومات السياسية والاقتصادية والتقنية في محك التحولات المعاصرة" و" النخب الاقتصادية المحلية .. الإمكانات والفرص الممكنة في ترسيخ نظام جهوي متقدم يقوم على قيم الوحدة والتوازن والتضامن" و"النخب المحلية والجهوية المتقدمة.. الادوار والمقومات الثقافية والدينية والمدنية".