عقد حزب التقدم والاشتراكية، اليوم السبت، بالرباط لقاء تشاوريا خصص لتدارس مشروع البرنامج الانتخابي للحزب . وتتضمن الوثيقة الأولية ، التي تم تدارسها خلال هذا اللقاء ، الأولويات التي سطرها الحزب للترويج لبرنامجه الانتخابي وتتمثل بالأساس في تنمية الاقتصاد، دون إغفال العنصر البشري الذي يعد محور التنمية البشرية. كما ركزت الوثيقة على محاربة الفساد السياسي والاقتصادي ومناهضة اقتصاد الريع من خلال ضمان نمو قوي ودائم وإزاحة العراقيل عن الاستثمار وإعطاء الأولوية للمقاولات الصغرى والمتوسطة واحترام قواعد المنافسة، علاوة على تحسين تنافسية الاقتصاد وتشجيع وإعادة استثمار الأرباح واستخدام الأداة الجبائية والتخفيض من الضريبة على الشركات. وفي ما يتعلق بمجال التشغيل، اقترحت الوثيقة الأولية توجيه القطاع الخاص ليكون مسؤولا وقادرا على استيعاب طلبات الشغل وإعادة النظر في المخططات القطاعية ومراجعتها على ضوء أهداف جديدة. ودعت إلى وضع ميثاق اجتماعي للتشغيل وانخراط كل الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين فيه ومواصلة سياسة الأوراش الكبرى، من خلال مخططات القرب المتعلقة بالبنى التحتية الأساسية. وركزت أيضا على تقليص نسبة الأمية وامتصاص جيوش العاطلين، من خلال مناصب شغل جديدة والتخفيض من الضريبة على الدخل بالنسبة لمناصب الشغل الحديثة. وطالبت بالحد من التفاوتات المجالية بالعالم القروي وتطهير الوضعية العقارية وتعميق التأطير التقني للفلاحين والمساواة في الحد الأدنى من الأجر الفلاحي والصناعي ومراجعة المخطط الأخضر لتحقيق التوازن بين دعامتيه الأولى والثانية ضمانا للأمن الغذائي، فضلا عن خلق وتوسيع الأنشطة غير الفلاحية من منشآت وصحة وثقافة . وفي مجال الصحة، شددت الوثيقة على وضع المستشفى العموي في قلب الاستراتيجيات المتعلقة بالصحة العمومية وتقليص التفاوتات في الولوج إلى العلاجات بين الفئات الاجتماعية والمرافق الصحية، في أفق ضمان إطار ملائم للعيش الكريم للمواطن. كما ركزت، من جهة أخرى، على محاربة السكن العشوائي وتنظيم السوق العقارية وسوق الكراء وترميم المباني العتيقة. ولم يفت الوثيقة التركيز على أهمية العناية بالشباب والطفولة والإصلاح الإداري والتأهيل الاجتماعي لجميع الجهات في مجال التعليم والصحة وفك العزلة والكهربة، إضافة إلى الاعتناء بالمحيط الجيو-استراتيجي للمغرب والتركيز على الدور الذي يتعين أن يضطلع به ضمن محيطه الجهوي والإقليمي ودعم القضية الوطنية الاولى ( قضية الصحراء) والقضية الفلسطينية في المحافل الأممية والدولية. وكان السيد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية قد أوضح في كلمة افتتاحية، أن هذا اللقاء يعد الأخير في سلسلة الاجتماعات التواصلية الداخلية التي عقدها الحزب من أجل تسطير برنامجه الانتخابي، ليتم الاشتغال لاحقا على مستوى التواصل الخارجي. وأشار إلى أن اللجنة التواصلية للحزب توصلت بالعديد من الاقتراحات والمساهمات الكتابية والشفوية التي سيتم تدارسها في أفق إدراجها في الصيغة النهائية للبرنامج الانتخابي. وبعد أن ذكر بأن المكتب السياسي سيعقد بعد غد الإثنين، اجتماعا للمصادقة على مشروع البرنامج الانتخابي، أشار السيد بنعبد الله الى أنه سيتم الاعتماد في هذا السياق على صيغتين للوثيقة النهائية لمشروع البرنامج الانتخابي، الأولى موسعة والثانية إجرائية تتضمن إجراءات مضبوطة ومتفق بشأنها. وأضاف أن وثيقة أولية لمشروع البرنامج الانتخابي للحزب تم تحضيرها اعتمادا على وثائق الحزب وما خرج به المؤتمر.