أكد رئيس "مناظرة فرنسا والاتحاد المغاربي"، السيد محمد الوعدودي، أن التبادل التجاري بين دول المغرب العربي لا يعكس تماما الامكانيات والحاجيات الاقتصادية لهذه المنطقة. وأوضح السيد الوعدودي، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الدورة العاشرة ل"مناظرة فرنسا والاتحاد المغاربي" التي تعتبر تظاهرة اقتصادية مخصصة لانعاش المقاولات، ( من 29 شتنبر الجاري الى فاتح أكتوبر المقبل)، أن هذه المبادلات تبقى ضعيفة جدا وفي حدود 2 في المائة، وهي نسبة دون تطلعات شعوب المنطقة. وقال إن "طموحنا يرتكز على العمل دون كلل خلال العشر سنوات المقبلة، لجعل هذه المبادلات تصل الى 10 في المائة خلال سنة 2020 "، مبرزا في هذا السياق، أن كل الآليات ستوفر لبلوغ هذا الهدف، بالرغم من الاكراهات والعراقيل التي تعترض تحقيق هذا المبتغى. وبعد أن أشار الى أن ديناميكية التبادل التجاري مابين الدول المغاربية توجد في صلب النقاش خلال هذه المناظرة، أكد السيد الوعدودي أن الموضوع البارز في أجندة هذه التظاهرة يتمثل في المنتوجات الحاملة للعلامة "حلال"، والتي أصبح حجم معاملاتها عبر العالم يبلغ حاليا 500 مليار أورو. وذكر ،من جانب آخر، بعدم وجود علامة " حلال" معترف بها عالميا، مضيفا أن الهدف المنشود من خلال هذه المناظرة يتجلى في تعبئة كافة الفاعلين، خاصة المعنيين بمنح علامة الجودة للمنتوجات الفلاحية، من أجل إعداد علامة مغربية تمكن من تصدير المنتوجات المعتمدة والحاملة لهذه العلامة نحو الأسواق العالمية خاصة الأوربية. من جهة أخرى، أعلن رئيس "مناظرة فرنسا والاتحاد المغاربي"، أن هذه التظاهرة ستعقد ابتداء من الدورة المقبلة بشكل مغاير، حيث ستقام على متن باخرة ستنطلق من المغرب نحو فرنسا، مع التوقف في الجزائر وتونس وليبيا وايطاليا، مضيفا أن هذا الحدث الأورو متوسطي، الذي سيجمع على الخصوص الفاعلين الاقتصاديين ورؤساء المقاولات، سينظم على شاكلة المنتدى الاقتصادي دافوس. تجدر الإشارة الى أن الدورة العاشرة ل " مناظرة فرنسا والاتحاد المغاربي " تعرف مشاركة حوالي 200 من الفاعلين الاقتصاديين، والمسؤولين ورؤساء المقاولات المغاربيين والفرنسيين . ويناقش المشاركون خلال دورة مراكش محاور اقتصادية خاصة منها الأبناك والتأمين والفلاحة والصيد والطاقة والمناجم والاقتصاد الرقمي والبنية التحتية والنقل والسياحة والسكن والتكوين والبحث فضلا عن التشغيل. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العديد من الندوات والورشات الموازية عبر مناقشة مجموعة من المواضيع تتناول على الخصوص، الاقتصاد التونسي، ورؤية 2020 للاتحاد العام لمقاولات المغرب، وتمويل المشاريع الأرورو-متوسطية، ومستقبل الشباب الأرورو-متوسطي، والفضاء المغاربي-الفرنسي، والسلامة المعلوماتية، وقطاع البترول. يشار إلى أن مناظرة فرنسا والاتحاد المغاربي أسست سنة 2000، وهي بمثابة موعد سنوي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين من فرنسا وبلدان المغرب العربي، لتطوير العلاقات بين الفضاءين الفرنسي والمغاربي وتحديد الاحتياجات الجديدة وإعطاء أجوبة ملائمة من أجل إنجاح العمل الفرنسي المغاربي في المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن إحداث شبكات للأعمال في ميادين متخصصة وتسهيل اللقاءات بين الكفاءات والمقاولات.