سيكون فريق الوداد البيضاوي، وهو يستضيف يوم السبت المقبل بالدار البيضاء، فريق إنييمبا النيجيري برسم ذهاب دور نصف نهاية مسابقة عصبة أبطال إفريقيا في كرة القدم، أمام خيار واحد ألا وهو الفوز على ضيفه العنيد بأكبر حصة ممكنة من الأهداف لحسم أمر التأهل للمباراة النهائية بنسبة كبيرة . وإضافة إلى المنافسة القوية المنتظرة من طرف الفريق النيجيري، سيكون فريق "القلعة الحمراء"، أمام أكثر من تحد بدءا بضرورة استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق فوز عريض يؤمن به طريقه نحو اللقاء النهائي وتكريس مشواره الموفق في هذه المسابقة حتى الآن وبالتالي الدفاع عن حظوظ ومكتسبات كرة القدم المغربية على الساحة القارية والتي يبقى آخر إنجازاتها تتويج فريق اتحاد الفتح الرياضي بطلا لمسابقة كأس الكونفدرالية العام الماضي . كما يتحتم على كل مكونات فريق الوداد (مكتب مسير وإدارة تقنية ولاعبين وجمهور ...) الوقوف إلى جانب العناصر الشابة ومساندتها لتجاوز هذه المحطة الحاسمة في تاريخ النادي العريق وتعزيز حظوظه في معانقة لقبه الثاني في هذه المسابقة بعد الأول سنة 1992 والذي تحقق على حساب فريق الهلال السوداني (الصيغة القديمة : كأس إفريقيا للأندية البطلة) . ويبدو أن لفريق الوداد، الذي يجني حاليا ثمار سياسة مكتبه المسير التواق إلى إعادة ربط حاضر الفريق المشرق بماضيه التليد وتبويئه المكانة اللائقة به وطنيا وقاريا، والمبنية أساسا على تعزيز صفوفه بعناصر شابة ومتحمسة يسكنها هاجس إعادة كتابة التاريخ المجيد ل"وداد الأمة"، كل المقومات المادية والبشرية والتقنية لتحقيق هذا المبتغى الذي بات قريبا، شريطة التعامل مع المباراة بكثير من المسؤولية والجدية. فالإدارة التقنية وإلى جانبها لاعبو الفريق مدعوة إلى الوضع في الحسبان أن بلوغ هذا الدور كاد يكون مجرد حلم نتيجة المستوى الباهت الذي ظهر به الفريق في مباراته الأخيرة ضمن المجموعة الأولى أمام مولودية الجزائر وخسارته 3-1، لولا الهدية التي قدمها له فريق الترجي التونسي بتعادله في القاهرة 1-1 أمام الأهلي المصري، وليبلغ المربع الذهبي باحتلاله المركز الثاني بفضل النسبة الخاصة. وتعي العناصر الودادية أكثر من غيرها، وهي التي خبرت الأدغال الإفريقية مع ما يتخللها من ضغوطات كثيرة ومشاكل ناجمة عن الظروف غير المساعدة، أهمية المواجهة وكذا ضرورة حسم نتيجتها بالدار البيضاء، ما يحتم عليها تقديم عرض قوي يرقى لتطلعات الجماهير الرياضية الودادية والمغربية بوجه عام. بيد أن الاندفاع نحو تحقيق هذا الطموح يجب أن يكون مدروسا ومرافقا بكثير من الحيطة والحذر لكون الفريق النيجيري لن يحل بالدار البيضاء من أجل النزهة وإنما للدفاع عن كامل حظوظه، الشيء الذي سيدفعه لاستغلال أي هفوة قد تمكنه من الوصول إلى مرمى الحارس الرسمي للمنتخب الوطني نادر المياغري وبالتالي تسهيل مأموريته في مباراة الإياب على أرضه بمدينة آبا النيجيرية. ويظهر من خلال مشواره الإقصائي في المجموعة الأولى أن فريق إينييمبا، الذي سبق له الفوز باللقب القاري مرتين متتاليتين 2003 و2004، يتوفر على كل مقومات الفريق القوي والمتكامل وهو ما يبرر تصدره لترتيب المجموعة الأولى برصيد مريح من النقاط (14) حققها من أربعة انتصارات وتعادلين ومن دون خسارة وهي نتائج جاءت ثمرة نضج لاعبيه وتكامل وتجانس جميع خطوطه. يذكر أن لجنة المسابقات بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عينت طاقم تحكيم مصري يقوده جهاد جريشة بمساعدة مواطنيه شريف صلاح وأيمن دجيش لإدارة هذه المباراة، التي ستقام بمركب محمد الخامس انطلاقا من السابعة مساء. وتجمع مباراة نصف النهاية الثانية، يوم الأحد بملعب الهلال بمدينة أم درمان السودانية، بين نادي الهلال والترجي الرياضي التونسي.