جنوب، التي تزور جهة طنجة تطوان بمبادرة من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في إطار مشروع "آرت غولد المغرب"، أن تجربة المملكة في مجال التعاون اللامركزي والحكامة الرشيدة والتنمية المحلية تشكل نموذجا يحتذى به من طرف البلدان الإفريقية. وأشار أعضاء البعثة، المكونة من ممثلين عن الحكومات والجماعات المحلية بالسينغال وموريتانيا والغابون، خلال جلسات عمل مع ممثلي السلطات المحلية وفاعلين في التنمية أمس الأربعاء بتطوان وشفشاون إلى النتائج الإيجابية التي حققها المغرب في مجال تعزيز قدرات الفاعلين المحليين وتخطيط التنمية المحلية عبر دعم الشركاء الدوليين. وفي هذا الصدد، أعرب مدير الجماعات المحلية بموريتانيا عبدي ولد حرمة عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال اللامركزية والتنمية الترابية في إطار شراكة جنوب - جنوب. وأضاف أن البلدان الإفريقية لها قواسم وقضايا مشتركة تسمح بوضع مشاريع تعاون مفيدة بالنسبة لكل الأطراف، داعيا إلى جعل تكوين الأطر وتأهيل الرأسمال البشري حجر الزاوية في مجهودات الرقي بالجماعات المحلية. من جهته، أوضح المدير الوطني لبرنامج "آرت غولد الغابون" جوست بارفي بيوغو أن التجربة المغربية في مجال التعاون اللامركزي والتعاون بين الشركاء الدوليين، كصندوق الأممالمتحدة الإنمائي، في مجال التخطيط التنموي يكتسي أهمية كبرى ويمكن أن يشكل خارطة عمل في المجال. وأشاد في هذا الإطار بالتوقيع على مذكرة اتفاق شراكة وتعاون جنوب - جنوب، الاثنين المنصرم بالرباط، بين صندوق الأممالمتحدة الإنمائي والمغرب والسينغال وموريتانيا والغابون، والذي سيتم بموجبها إحداث شبكة للتبادل تقوم على خبرة البلدان الموقعة في مجال مواكبة مسلسل اللامركزية والتنسيق والتعاون. وقد تم استقبال البعثة بالجماعة الحضرية لتطوان بحضور عمدة المدينة محمد إدا عمر الذي ثمن مبادرة إحداث شبكة تعاون جنوب - جنوب، مؤكدا على استعداد الجماعة الحضرية لدعم كل المبادرات الرامية إلى تعزيز التعاون اللامركزي بين البلدان الموقعة على المذكرة. وبهذه المناسبة، تلقى أعضاء البعثة شروحات حول المخطط الجماعي للتنمية لمدينة تطوان خلال الفترة 2011 - 2016 والمنجز بدعم من برنامج آرت غولد المغرب وشبكة "ميد سيتيز" للمدن المتوسطية. إثر ذلك، قامت البعثة بزيارة إلى المدرسة الوطنية للفنون والصنائع التي تستفيد من مشروع تعاون لامركزي مع شركاء دوليين قيمته 600 ألف دولار بهدف المساهمة في الإدماج المهني ل` 70 شابا تلقوا تكوينا في مهن الصناعة التقليدية وتأهيل البنايات والفضاءات العمومية بالمدينة. أما بمدينة شفشاون، فقد عقد أعضاء البعثة لقاء مع السلطات والفاعلين المحليين بحضور عامل الإقليم محمد اعسيلة ورئيس الجماعة الحضرية محمد السفياني الذي أبرز تجربة المدينة في مجال التعاون الدولي والسياحة والثقافة والبيئة. كما قدمت العاملة مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية السيدة نجاة زروق عرضا حول تجربة المغرب في مجال اللامركزية وتقوية قدرات الجماعات المحلية من أجل تعزيز الحكامة الرشيدة. ويضم برنامج البعثة، التي ستستمر إلى غاية الجمعة، زيارات إلى مشاريع تنموية أحدثت في إطار التعاون اللامركزي بإقليم شفشاون، من قبيل مدرسة حرف الحدائق والبناء والمنتزه الطبيعي بوهاشم. وستعود البعثة إلى الرباط من أجل المشاركة في الوحدة الأولى من دورة تكوين المكونين في مجال التعاون اللامركزي واللامركزية.