قال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان إن الدول العربية "انخرطت بفاعلية كبيرة" في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب. وأشار السيد كومان، خلال افتتاحه اليوم الأربعاء بالعاصمة التونسية أشغال المؤتمر العربي الرابع عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في البلدان العربية، إلى أن هذه الدول كان لها أيضا "إسهام حاسم في انحسار هذه الظاهرة على المستوى الدولي، وفي قطع تمويلها ومنع الإرهابيين من الحصول على الأسلحة". وأبرز أن الدول العربية عملت، في الوقت ذاته، على تعزيز التعاون في ما بينها لمواجهة هذه الظاهرة، وذلك من خلال الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لسنة 1998 والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الموقعة سنة 2010. وأضاف أن النجاح الذي حققته الدول العربية في هذا الاتجاه، وكذا "نضج" الشعوب العربية و"يقظة" الأجهزة الأمنية العربية، "حال دون نجاح التنظيمات الإرهابية في استغلال الظروف الاستثنائية، التي عرفتها عدة دول عربية هذا العام، في ارتكاب أعمالها الإجرامية". ودعا كومان الدول العربية إلى الاستمرار في اتخاذ "كل الحيطة والحذر، خاصة في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة، وما يصاحبها من تهديدات بفعل ما تشهده بعض البلدان من انتشار للأسلحة ومن ثغرات أمنية تغري التنظيمات الإرهابية". ومن جهة أخرى، اعتبر الأمين العام أن هجمات 11 شتنبر بالولايات المتحدةالأمريكية أحدثت "نقلة نوعية" في مسار الإرهاب، بما مثلته من "مأساة جسيمة ستظل محفورة في تاريخ البشرية"، وشدد على أن هذه الهجمات "دشنت مرحلة من التعاون الدولي في مجال محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه". وأشار إلى أنه من أبرز مظاهر هذا التعاون إنشاء، منذ 10 عشر سنوات، لجنة دولية لمكافحة الإرهاب بموجب القرار (1373) الصادر عن مجلس الأمن الدولي سنة 2001 . ويتضمن جدول أعمال المؤتمر، الذي يستمر يومين، عددا من المحاور التي تتناول على الخصوص (الشخصية الإرهابية وكيفية رصدها والتعامل معها)، و(تطور الفكر الإرهابي ووسائله الحديثة)، و(الوسائل الحديثة لتجنيد أعضاء التنظيمات الإرهابية)، و(التهديدات المستقبلية واستخدام التنظيمات والعناصر الإرهابية للمواد النووية)، و (مشروع الاستراتيجية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب).