- ما تعليقكم على توجه وزراء الداخلية العرب لتطبيق اتفاق مكافحة الإرهاب الموقع سنة 1998؟ < وزراء الداخلية العرب يحرصون على المشاركة في المجلس وهذا يبرز الأولوية التي تعطيها الدول العربية للقضايا الأمنية لأن الأمة العربية تواجه تحديات أمنية بالأساس. على مستوى التهديد الإرهابي، هناك مجموعة من الدول العربية استهدفت في وقت مبكر بهذه الظاهرة، من بينها السعودية والجزائر أثناء الحرب الأهلية ومصر من طرف بعض الجماعات المتشددة والمغرب أيضا خلال استهدافه في أحداث فندق أطلس أسني ثم اليمن. ولتاريخ الاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب الذي تم التوصل إليه سنة 1998 دلالة كبيرة، لأنها السنة التي أعلن خلالها عن تأسيس تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، واستطاع أسامة بن لادن أن يعود إلى أفغانستان وأن يحصل على بيعة بعض المقاتلين العرب هناك. المغرب معني بمكافحة الإرهاب لأنه استهدف وهناك تقارير استخباراتية تتحدث عن تورط مغاربة في العديد من الأعمال الإرهابية بدول أجنبية، كما وقع في السعودية وإسبانيا. تفعيل الاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب أصبح ملحا، خصوصا بعد المفهوم الذي منح للإرهاب بعد سنة 2003. - هل للدول العربية نفس مفهوم الإرهاب كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؟ < الأمريكيون لهم مفهومهم الخاص للإرهاب، حيث يعتبرون من يستهدف إسرائيل إرهابيا، أما العرب فيقصدون بالإرهابي كل من استهدف الأشخاص والبنايات، لكن أصبح، مؤخرا، الراغبون في الالتحاق بالعراق إرهابيين يحاكمون في قانون الإرهاب. لأن هناك دولا عربية أصبحت تحتضن عددا من المقاتلين الراغبين في التوجه إلى العراق. في المغرب مثلا نتحدث عن استقطاب بعض المقاتلين المغاربة ليحاربوا في العراق. مسألة أخرى تتعلق بالحديث عن رجوع بعض المقاتلين العرب والتحاقهم ببلدانهم الأصلية، وهو ما يشكل خطرا على هذه البلدان التي قد تتعرض إلى هجمات إرهابية في أي وقت. - هل يتجه المغرب إلى الاصطفاف ضمن الدول العربية في مكافحة الإرهاب عوض التنسيق مع أمريكا؟ < حضور المغرب للدورة السادسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية في بيروت العرب لايعني أنه يفضل التنسيق مع الدول العربية في مجال مكافحة الإرهاب. المغرب يفضل التنسيق مع أمريكا والدول الغربية في مكافحة الظاهرة، لأن لهم إمكانيات كبيرة للحصول على المعلومات، على اعتبار أن الحرب على الإرهاب هي حرب استخباراتية بالأساس. كما أن محاربة الإرهاب تقتضي التنسيق مع مختلف الدول، عربية كانت أم غربية.