افتتح مساء اليوم الجمعة بالرباط معرض "المعلمين الكبار في الصناعة التقليدية" بمشاركة أزيد من 120 من الصناع والصانعات التقليديين من مختلف جهات المملكة. ويروم هذا المعرض، الذي افتتحه بفضاء قصر التازي بالرباط كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية السيد أنيس برو بحضور عدد من الشخصيات، تكريم الصناع المعلمين الذين يعتبرون إرثا حيا ينتقل من جيل إلى آخر دون أن يفقد أصالته، وذلك من خلال الاستثمار في مهاراتهم التقليدية واكتشاف فنهم المتعدد. ويقوم المعلمون المشاركون في هذه التظاهرة بعرض إبداعاتهم في فضاءات خاصة بكل واحد منهم، حيث يحولون المادة ويمزجونها وينحتونها ويحيكونها أو يصبغونها بمهارة ودقة عاليتين، محولين إياها إلى تحف نادرة، وجاعلين من المعرض فضاء لانتقال المعرفة ودوامها عند الصناع التقليديين الشباب والمتمرسين. وأوضح السيد برو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض يقام تكريما لهؤلاء المعلمين الكبار الذين قدموا الكثير للحرف التقليدية، والذين بفضلهم تبوأت الحرف التقليدية الصدارة وصارت سفيرا للتراث والحاضرة والتاريخ المغربي، مشددا على أن المعرض هو أيضا فرصة يعبر من خلالها المغاربة عن تقديرهم للحرفيين ولإبداعاتهم. وأضاف أن المعرض يشكل كذلك مناسبة يقدم فيها المعلمون الكبار في الصناعة التقليدية أفضل وأروع ما أبدعته أناملهم طيلة مسيرات قد يزيد عمر بعضها عن نصف قرن، كما أنه فرصة للشباب للقاء هؤلاء المعلمين الذين يتعاملون مع المواد التي يشتغلون عليها بحب وشغف كبيرين، معربا عن أمله في أن يتحول المعرض إلى تقليد سنوي يحتفي بالحرفيين والحرف التقليدية. وخلص إلى أن المعرض، الذي سيظل مفتوحا على مدى ثلاثة أيام، يخصص فضاءات للصناع التقليديين الشباب المتخرجين من مراكز التكوين وللفائزين في برنامج "صنعة بلادي الجيل الجديد 2010"، سيطلعون من خلالها على مستجدات الصناعة التقليدية ويناقشون المعلمين الكبار ويأخذون بنصائحهم. ويقدم المعرض فنون الطين (الفخار والخزف والزليج والجبص والحجر المنحوت) وفنون الجلد (المنتوجات الجلدية والجلد المخرط وصناعة السروج التقليدية)، وفن الخشب (المصبوغ والمرصع والمنقوش والمنحوت)، وفنون النسيج (الزربية والحنبل والتطريز والخياطة التقلدية)، وفنون المعادن (النحاسيات والحدادة الفنية والصياغة وصناعة الأسلحة التقليدية) ثم فن المنتوجات النباتية. وتوج حفل افتتاح هذا المعرض بعرض للقفطان تحت شعار "القفطان: المحافظة على الأصالة والفن الرقيق المغربي"، قدم خلاله خمس من أفضل المصممين المغاربة أجمل إنتاجاتهم التي أظهرت التزيين الخاص بكل جهة من جهات المملكة، وسلطت الضوء على غنى وتنوع القفطان، الذي يشهد على إشعاع الأناقة والزي المغربي عبر العصور. يشار إلى أن الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، الذي سيعمل على تشجيع جميع العمليات المحلية والجهوية والوطنية في إطار رؤية 2015 تحت إدارة كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، سيتوج بمنح الجائزة الوطنية لأمهر الصناع التقليديين مساء بعد غد الأحد بالمسرح الوطني محمد الخامس.