عبر سفر فني توجهه مجموعة من التقنيات الفنية الانخراط في توجه رؤيوي من أبرز معالمه إعادة تشكيل خصائص وخطايا الكائن البشري وفق رؤية مغايرة. وخلف هذا السفر الفني - الذي يضم آخر إبداعاته بالمغرب والتي شكلت زبدة رحلات مكوكية بين المملكة وفرنسا دامت سنة كاملة - تكمن الحياة اليومية للكائن البشري في مختلف مظاهرها، مع نسج واقع معيش ينضح بحيوية رائعة. ويتعلق الأمر بلوحات تعكس ميولا من لدن هذا الفنان لحياة اختارها وأعاد إنتاجها بعشق ووفاء من خلال استثمار ألوان منعشة وحية. وتكتسي طريقة هذا الفنان في تشكيل لوحاته أهمية كبرى، حيث استلهم بعض تقنيات المدرسة التكعيبية بشكلها المعروف لدى الفنان الكبير بابلو بيكاسو ، وهو ما مكن ميرامون من الانتفاض على الرؤى التقليدية لكي يبلور رؤى مغايرة مكنته من التلاقي مع الكائنات البشرية لتحديد هويتها الفنية. وللإشارة ، فإن هذا النهج - المعتمد أساسا على تحويل المكعبات إلى سطوح مستوية واستثمار الظلال لتحريك الأشكال - يساعد عشاق الفن التشكيلي على رؤية الأعمال الفنية من جميع الزوايا ، حيث يمكنهم إدراك البعد الرابع (العمق) إلى جانب الأبعاد الثلاثة المألوفة في الفن وهي الطول والعرض والارتفاع. وبالاعتماد على هذا التوجه ، يرى تيري ميرامون - المنحدر من مارسيليا - أنه يشعر بحرية كبيرة ، وهو ما ساعده على القفز من ضفة الواقعية إلى فضاء أكثر رحابة ، حيث تمكن من استثمار خصائص الكائن البشري بكل سهولة في أعماله ، حتى لا يبقى أسير البعد الفوتوغرافي في الفن . وإذا كان التيمة المتعلقة بإعادة تشكيل خصائص وخطايا الكائن البشري ، تعتبر قيمة مهيمنة في أعمال هذا الفنان ، فإن هذه التيمة تتمفصل مع تيمات أخرى ترتبط أساسا بالمحيط الجغرافي (الحوض المتوسطي) ، وبالمحيط الاجتماعي ، وذلك من أجل فرض لمسته الفنية، وترك بصمته بشكل واضح في عالم الفن التكعيبي.