أكد السيد أنيس بيرو كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، اليوم الأربعاء بالرباط، أن برنامج المحافظة على الموروث الحرفي التقليدي مشروع طموح يتوخى تغطية كافة الحرف التقليدية بالمغرب، وبخاصة تلك المهددة بالانقراض. وأوضح السيد بيرو، خلال افتتاح الملتقى الثالث حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية الذي نظم تحت شعار" المحافظة على المهارات الحرفية في خدمة التنمية المستدامة"، أن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية عملت على وضع الميكانيزمات الكفيلة بتحريك آلية المحافظة على الحرف، بشكل يسمح ليس فقط بتدوينها على الطريقة الكلاسيكية بل بوضع المنظومة التكوينية الملائمة لضمان انتقال المهارات الحرفية المستهدفة من جيل لآخر. وأضاف، في هذا الاطار، أنه تم لهذه الغاية إرساء منظومة متقدمة من حيث تصورها ومتكاملة من حيث مكوناتها ووظائفها تعتمد التقنيات الحديثة في المجال السمعي البصري والمعلوماتي. وأشار إلى إحداث موقع إلكتروني خاص ببرنامج المحافظة على الحرف، مما مكن من إعطاء الانطلاقة لنظام التكوين عن بعد لأول مرة في تاريخ قطاع الصناعة التقليدية، الشيء الذي شكل قفزة نوعية سواء في مجال توثيق وتوصيف الحرف أو في مجال التكوين في الحرف المهددة بالانقراض. وبعد أن أبرز أن عدد الحرف التقليدية التي تمت تغطيتها لحدود الآن في هذا هذا البرنامج بلغ خمسة حرف مصنفة في خانة الحرف المهددة بالانقراض ويتعلق الأمر بحرف الترصيع الدقيق للخشب بفاس والخزف المكناسي والتسفير والتذهيب والسروج التقليدية المطرزة والزليج التطواني، أكد كاتب الدولة أن النتائج التي تحققت في إطار هذا المشروع تمت بفضل الشراكة الفعلية التي وضعت أسسها مع فريق متخصص من جامعة نانسي 2 الفرنسية ومع حكومة جهة الأندلس باسبانيا. وأضاف أن بلوغ الأهداف المسطرة في اطار هذا البرنامج لن يتأتى إلا بالانخراط الفعلي للمهنيين ومؤسساتهم التمثيلية بشكل عام والحرفيين المزاولين للحرف المستهدفة بشكل خاص، مشيرا إلى عزم قطاع الصناعة التقليدية تثمين الأنشطة الحرفية وإيلاء هذا القطاع المكانة اللائقة به من خلال مجموعة من الأوراش منها إدراج الحرف المهددة بالانقراض ضمن البرنامج الاستعجالي للتكوين بالتدرج المهني ومشروع إحداث أكاديمية الفنون التقليدية. وتم على هامش هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة مهنيي القطاع وخبراء وباحثين ومهتمين بالصناعة التقليدية، تنظيم معرضين موضوعاتيين، الأول يهتم بمنتجات الحرف التي شملتها عملية التوصيف والثاني يتعلق بصور قديمة تؤرخ لمرحلة من ذاكرة قطاع الصناعة التقليدية. كما تم بالمناسبة توزيع شهادات تقديرية على مجموعة من الصناع التقليديين الذين ساهموا بأعمالهم من أجل المحافظة على حرف الصناعة التقليدية.