يحتضن متحف "فن العيش بمراكش" الى غاية 30 نونبر المقبل معرضا للصور الفوتوغرافية تحت شعار "فن الحدائق بالمغرب". ويمنح هذا المعرض، الذي تِؤثته ألوان الطبيعة ونفائسها الجمالية، الزائر فرصة الاستمتاع بمجموعة من اللوحات الفوتوغرافية (20 صورة) المجسدة لفن الحدائق الاصيلة والتاريخية العامة والخاصة، والتي تعد مفخرة لعدد من المدن العتيقة بالمملكة المغربية ضمنها مراكش وفاس والرباط وطنجة. والتقطت هذه الصور الفوتوغرافية، التي تعبر عن فن متأصل في تقاليد وكيفية عيش المغاربة، من طرف مجموعة من الفنانين الفوتوغرافيين المعروفين (نور التلسغاني وحسن نديم وعبد الله محمودي...) وذلك خلال تنقلاتهم عبر تراب المملكة . وقال مؤسس متحف "فن العيش بمراكش" السيد عبد الرزاق بنشعبان في تصريح لوكالة المغرب المغرب العربي للأنباء، إن الهدف من هذا المعرض، الذي يعتبر بمثابة تظاهرة افتتاحية للموسم الثقافي للمتحف، هو بمثابة دعوة الى جعل الحدائق موروثا إيكولوجيا وطبيعيا مع السهر على إيجاد تناغم بين فن العيش والمباهج الطبيعية المغربية. وأوضح في هذا السياق أن تطور التقنيات الفلاحية وتنوع الزراعات وخلق أصناف جديدة من الاشجار التي ينضاف إليها التطور البيو- تكنولوجي، ساهمت في تغيير وإغناء التنوع البيئي والطبيعي عبر العالم. ويمكن القول، يضيف الخبير في العلوم الطبيعية، إن الحديقة هي تمازج بين المجال الفيزيائي والاطار الطبيعي والجغرافي وكذا التاريخ والثقافة، معتبرا أن الحدائق تجسد بحق الصورة الحضارية التي نشأت فيها وغالبا ما تأخذ تسميتها من المجال والثقافات التي أحدثت فيها كالحدائق الاسلامية والحدائق الاندلسية واليابانية والبريطانية والفرنسية ... وأشار السيد بنشعبان الى أنه بالرغم من قابليتها للتدهور والاندثار، فإن بعض الحدائق استطاعت، عبر مختلف الحقب، الصمود أمام الإكراهات الطبيعية والمناخية، بحيث تعبر عن تطور حقبها، مستشهدا في هذا السياق بحدائق "أكدال" بمراكش وحدائق "فيرساي" بفرنسا وأخرى عبر العالم والتي تجسد حنكة وبراعة مصمميها. وخلص السيد بنشعبان، الى أن المغرب، باعتباره ملتقى بين البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي، يتميز بتنوعه الطبيعي والمناخي الذي يمكن الزائر من اكتشاف غطاء نباتي متنوع، ويشكل مادة خصبة لمصممي الحدائق .