أجمع المشاركون في الدورة الثانية للمعرض الدولي لصناعات وخدمات الطيران "أيرو إيكسبو المغرب2010" (27 إلى 30 يناير الجاري بمراكش) أنه بفضل هذا الحدث الكبير استطاعت المملكة أن تحدو حدو كبار الفاعلين المتخصصين في صناعة الطيران والملاحة الجوية، وأن تتبوأ مكانة هامة في هذا المجال. ونوه هؤلاء المهنيون في قطاع الملاحة الجوية، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بمستوى التنظيم الممتاز لهذه التظاهرة التي اتسع إشعاعها لتصبح موعدا بالغ الأهمية سواء لدى المتخصصين أو هواة مجال الطيران، مشيرين الى أن هذا الحدث الذي استقطب نخبة من المتخصصين في الملاحة الجوية الدولية من شأنه أن يعزز مكانة المغرب كأرضية للنمو المستمر والمؤهلات الكبيرة، خاصة وأن هذا القطاع عانى من تأثير الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. وأكد عدد من الخبراء المغاربة والأجانب في الملاحة الجوية على أن المغرب راهن، لبلوغ درجة عليا والاستمرار في مستوى تنافسي قوي على الصعيد الدولي، على فتح الأفق أمام الفاعلين الراغبين في الاستقرار بالمملكة وإحداث مشاريع لهم بها. وأضافوا أن هذه الفرص مضمونة في إطار مخطط " انبثاق" الذي يجعل من الملاحة الجوية قطاعا حيويا وأحد المجالات الواعدة بالنسبة للاقتصاد الوطني، مشيرين الى المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب في هذا القطاع خاصة وجود قاعدة صناعية متقدمة تواكبها جهود كبيرة مبذولة على مستوى البحث العلمي وتكوين الأطر الكفأة في هذا الميدان، الى جانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة التي تعتبر جميعها من الآليات الكفيلة بتسهيل الولوج الى سوق الملاحة الجوية العالمية. وأعرب ممثلو عدة شركات دولية مستقرة في المغرب، في هذا السياق، عن ثقتهم في المستقبل الواعد لهذا القطاع بالمملكة. وحسب رئيس مجموعة الصناعات المغربية في مجال الملاحة الجوية والفضائية السيد حميد بن ابراهيم الأندلسي، فإن الدورة الثانية للمعرض الدولي "أيرو إيكسبو المغرب2010" تعد دليلا لأهمية هذه الصناعة بالمغرب، الذي أصبح أرضية قادرة على منافسة بعض الدول الأوربية، والتي حظيت باعتراف عالمي بجودتها، مشيرا الى أن هذه الأرضية تأوي مجموعة من الأنشطة المتنوعة كالانتاج والخدمات والمعالجة الصناعية والبناء وتجهيز المعامل والبحث العلمي. ومن جانبه، أكد جيرارد بودري عن مجموعة "إير سيل" أن المغرب يحتل مكانة ممتازة في هذا المجال، وذلك باعتباره يتوفر على عدة مواقع للانتاج تعمل في مجال صناعة الأسلاك، والتجميع، والمركبات، بالاضافة الى ما لديه من يد عاملة كفأة ومؤهلة، منوها في هذا الصدد، بالارادة القوية للحكومة المغربية الرامية الى المحافظة على اقلاع هذا القطاع ذو القيمة المضافة. ومن جهته، اعتبر السيد كريستوف موروت مدير فضاءات التكنولوجيا بمجموعة "إيفينتيك" أن ميدان صيانة الطائرات بالمغرب يعد قطاعا واعدا لكونه يتوفر على يد عاملة كفأة. وأشار الى أن المملكة تتبوأ مكانة تمكنها من نقل تجربتها وخبرتها في مجال التكنولوجيا للدول القارة السمراء، وذلك عبر تكوين وفود من الطلبة القادمين من هذه البلدان، مبرزا الدور الذي تلعبه الخطوط الملكية الجوية لضمان الصيانة للطائرات التابع للشركات الجوية الإفريقية. أما ممثل مجموعة " فاليكساندر أند كومباني"، فأعرب من جانبه عن اعجابه بمستوى هذا المعرض الذي يتوفر على كل الامكانيات، التي تجعله يحتل المكانة المفضلة على مستوى المعارض الدولية الخاصة بالملاحة الجوية، مضيفا أن المغرب يعتبر سوقا مزدهرة وواعدة بالنسبة للمستثمرين في هذا الميدان. ومن جهته، أبرز المفوض العام للمعرض الدولي "أيرو إيكسبو المغرب2010" السيد فريديريك لو هيناف أن الهدف الأساسي لهذه التظاهرة يكمن في ارساء أسس قطاع الملاحة الجوية المغربية لتكون قادرة على المنافسة وذات جودة. ويشارك في هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حوالي 400 عارض من مختلف بقاع العالم من بين الفاعلين السياسيين والمنعشين في مختلف القطاعات المرتبطة بصناعة الطيران والفضاء ومهنيي هذا القطاع. ويشكل معرض "أيرو إيكسبو المغرب 2010"، المنجز على مساحة إجمالية تقدر ب60 ألف متر مربع ضمنها 25 ألف متر مربع مغطاة، فرصة لمهنيي القطاع والزوار لاكتشاف عن قرب آخر التطورات الحاصلة في هذا المجال خاصة في ما يتعلق بصيانة الطائرات المدنية والعسكرية، فضلا عن كونه يشكل أرضية لتبادل التجارب والمعارف والمعلومات بين مختلف العارضين.